رد: معتمد المذهب الشافعى
أخي الكريم
1- أنا
لم أقل : إن الرافعي والنووي
لا يرجحان
إلا ما عليه الأكثر
بل أنا أول من نقل إلى هذا المنتدى قول السبكي من رسالة مخطوطة له قال فيها :
"لم يقل الرافعي والنووي :
"لا ننص إلا على ما عليه معظم الأصحاب"
بل إذا وجدا قولا لمعظم الأصحاب : فهما
لا يخالفانه
مع العلم به ، وهذا حال
أكثر المسائل
أما المسائل التي
لا ترجيح للمعظم فيها والمسائل المولدة : فهما
يرحجان كغيرهما الأقوال فيها بأنواع لا تنحصر من الترجيحات" اهـ كلام السبكي
فالكلام يا مولانا أغلبي لا كلي ، وقد نص الرافعي على ذلك في مقدمة المحرر والشرح وذلك من الشيخين من
قبيل موافقة النظر النظر لا من قبيل النقل المحض
2- المقصود بالأكثر هم أكثر
المحققين النظار في المذهب لا
جامعو الأقوال من الشاملة ونحوهم !
فالناظر لا يقلد أحدا بل ينظر
وغير المتأهل للنظر يتبع ما عليه أكثر
نظار المذهب ، وهذا واضح جلي لكن لا بأس بمزيد إظهارٍ له
3- خلاف السبكي للنووي نوعان : منه داخل المذهب ومنه اختيار خارج المذهب
والذي
داخل المذهب : منه معتمد ، ومنه غير معتمد
وهذا خارج مقصودنا هنا ، وإنما المراد أن
السبكي ذكر أن المتأهل للنظر لا يقلد أحدا وهو ـ أعني السبكي ـ متأهل للنظر فخالف النووي في مسائل
4- القول بأن المعتمد ما
عليه أكثر محققي المتأخرين وجيه وهو مقتضى القاعدة الأصلية
5- القول بالتخيير بين أقوال المتأخرين هو قول السيد عمر البصري والشيخ سليمان الكردي
6- التوقف بالمذهب عند النووي فقط وترك النظر فيما فعله المتأخرون قصور في فهم المذهب فإما :
ــ أن نقول : "المتأخرون كشيخ الإسلام وتلاميذه غير متأهلين للنظر فلا عبرة بكلامهم " ، وهذا حيف وظلم لهم
ــ أو نقول : "محققو المتأخرين كشيخ الإسلام وتلاميذه لهم أهلية النظر ؛ فحينئذ اتفاق أكثرهم هو الواجب اتباعه على
غير المتأهل للنظر مثلنا"
وهذا إذا تأملتَه وجدته موافقا لقولك :" و من وافق شيخهما شيخ الإسلام يكون المعتمد عنده وإلا فالشيخ الخطيب"
7- المقصود بالمتأخرين في كلامي : شيخ الإسلام زكريا وتلاميذه
8- المذهب أشبه شيء بالنهر المتصل من زمن الإمام الشافعي إلى زماننا فلا تناقض بين مراحله بل كل مرحلة موافقة لزمانها
فالقاعدة الأم : أن الناظر ينظر لنفسه ما لم يخالف قواعد المذهب ، وأن غير المتأهل للنظر يتبع ما عليه أكثر محققي المذهب
وعلى هذا سار الشيخان الجليلان : الرافعي والنووي
ثم جاء النظار ونظروا في كلام الرافعي والنووي المستوعب لغالب كتب المذهب وجاءوا بقاعدة منبثقة من القاعدة الأم
وهي أن المعتمد ما اتفق عليه الشيخان غالبا فالنووي فالرافعي فما عليه عامة المتأخرين
ثم جاء شيخ الإسلام زكريا وتلاميذه وأبدوا مزيد نظر في كلام الشيخين وأجابوا عن اعتراضات المعترضين عليهما أو وجهوا كلامهم فجاءوا لنا بالكتب المشهورة كشرح المنهج وشروح المنهاج الثلاثة و شروح البهجة الوردية ونحوها
فعلى من في زماننا من
غير المتأهلين للنظر ألا يجاوز ما عليه شيخ الإسلام وتلاميذه :
ــ فإن اتفقوا فبها ونعمت
ــ وإن اختلفوا فالترجيح بما عليه أكثرهم أو التخيير على ما قاله البصري والكردي
9- إذا تأملتَ كلامي بعد توضيحي الأخير وجدته سهلا ميسرا لا لغز فيه ولا إبهام
10- محدّثُك الفقير ليس من هواة التجديد ولا من أدعياء النظر والتحقيق لكن من محبي الفهم والتفهيم
وما خرجتُ عما أورده أئمة المذهب لكن أردت مزيدَ بيانه حتى لا يبقى مجملا لا يهتدى لصوابه
والله الموفق