العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْقَصَّابِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ، قَالَ فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، وَقَالَ: «اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِيَ: «اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ: «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ» رواه مسلم



قال مسلم في مقدمة كتابه وعن كتابه :
- فَنَقْسِمُهَا عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ ، وَثَلاَثِ طَبَقَاتٍ مِنَ النَّاسِ عَلَى غَيْرِ تَكْرَارٍ .
ثم قال : أَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ ، فَإِنَّا نَتَوَخَّى أَنْ نُقَدِّمَ الأَخْبَارَ الَّتِي هِيَ أَسْلَمُ مِنَ الْعُيُوبِ مِنْ غَيْرِهَا ، وَأَنْقَى مِنْ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُوهَا أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ فِي الْحَدِيثِ ، وَإِتْقَانٍ لِمَا نَقَلُوا ، لَمْ يُوجَدْ فِي رِوَايَتِهِمْ اخْتِلاَفٌ شَدِيدٌ ، وَلاَ تَخْلِيطٌ فَاحِشٌ ، كَمَا قَدْ عُثِرَ فِيهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَبَانَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِهِمْ.
فَإِذَا نَحْنُ تَقَصَّيْنَا أَخْبَارَ هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النَّاسِ ، أَتْبَعْنَاهَا أَخْبَارًا يَقَعُ فِي أَسَانِيدِهَا بَعْضُ مَنْ لَيْسَ بِالْمَوْصُوفِ بِالْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ ، كَالصِّنْفِ الْمُقَدَّمِ قَبْلَهُمْ ، عَلَى أَنَّهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِيمَا وَصَفْنَا دُونَهُمْ ، فَإِنَّ اسْمَ السَّتْرِ .وَالصِّدْقِ ، وَتَعَاطِي الْعِلْمِ يَشْمَلُهُمْ كَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَأَضْرَابِهِمْ مِنْ حُمَّالِ الآثَارِ ، وَنُقَّالِ الأَخْبَارِ.

قلت : والامام مسلم ضرب لمن بعده مثلا هؤلاء الائمة الثلاثة وكما قال قد عرفهم الناس بالعدالة والعلم , إلا انهم قد ضعفهم الائمة من قِبلِ حفظهم بسبب الاختلاط لكبر سنهم

من هذه المقدمة نعلم ان ليس كل ما جاء عند مسلم هو في الدرجة الاولى من الصحة عنده , وليس هنا مدخل للعقلانيين الذين لايعرفون عن الائمة وعن علم المصطلح سوى الاسماء


واما هذا الحديث :

قال مسلم في كما نقلت من مقدمته :

أَتْبَعْنَاهَا أَخْبَارًا يَقَعُ فِي أَسَانِيدِهَا بَعْضُ مَنْ لَيْسَ بِالْمَوْصُوفِ بِالْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ

1- قدم على هذا حديث ( اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا )
من طرق كثيرة , ثم اورد هذه الرواية بعده وكأنه يورد صورة توضيحية لما سبق , مما يدل على انه ليس من احاديث اهل الطبقة الاولى
2- ابو حمزة القصاب ليس من رجال مسلم , فإنه لم يخرج له سوى هذه الرواية
3- ابو حمزة القصاب تكلم فيه الائمة

فعلى هذا تخرج هذه الرواية من الطبقة الاولى التي اخرجها مسلم في صحيحه

اقوال الائمة في ابو حمزة القصاب المتفرد بالحديث :

- قال احمد : ليس به بأس صالح الحديث . الجرح والتعديل للرازي
( ملاحظة قوله ليس به بأس صالح الحديث تفيد انه ليس بحجة عند تفرده )

- قال ابو زرعة الرازي : لـــيـــن .اجوبة ابو زرعة الرازي لسؤالات البرذعي
- قال ابو حاتم الرازي : ليس بالقوي . الجرح والتعديل للرازي

- وقال الآجري عن أبـي داود: يقال له عمران الحلاب ليس بذاك وهو ضعيف . تهذيب التهذيب .

- قال العقيلي : عمران بن ابي عطاء ابو حمزة القصاب واسطي عن ابن عباس , لايتابع على حديثه ولا يعرف إلا به .الضعفاء للعقيلي

- قال الدارقطني : عمران بن أبي عطاء، الأَسدِيّ، مولاهم، أبو حمزة القصاب، الواسطي , ليس بالقوي . موسوعة اقوال ابي الحسن الدارقطني

- قال ابن معين : ثقة . الجرح والتعديل

ستقول : هذا ابن معين وثقه وخالف الائمة .
وستضرب اقوالهم بعضها ببعض !

الجواب من وجهين :
1- قاعدة اهل الجرح والتعديل المثبت مقدم على النافي اي الجرح مقدم على التعديل , فقد يرى الامام الجارح من حفظ الراوي او عدالته ما يستحق به التضعيف , ولم يره من عدله .

2- قال العلامة عبد الرحمن المعلمي : ابن معين كان ربما يطلق كلمة «ثقة» لا يريد بها أكثر من أن الراوي لا يتعمد الكذب. التنكيل

فلا خلاف بينه وبين الائمة , فإنهم كما هو واضح من اقوالهم قد تكلموا في نقله ولم يطعنوا بالناقل

- قال ابن حجر : صدوق له أوهام . تقريب التهذيب
قال الذهبي : وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكرا . ميزان الاعتدال .ترجمة ابن المديني
( اي النكارة الاصطلاحية و تدخل في خانة شديد الضعف)
قلت : وابو حمزة القصاب ادنى من مرتبة الصدوق كما يظهر لك من اضافة ابن حجر لها ( له اوهام )

وعلى هذا فلا حاجة لنا ان نأول الحديث بمعنى انه يدعو له بأن لا يكون ممن يشبع في الدنيا ويجوع في الاخرة , فإن فيما مر معنا غُنية عن هذا
 
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1 / 164) حديث رقم (82) بعد ذكره للحديث الذي ضَعَّفته أخي عيد : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وفي أبي حمزة القصاب واسمه عمران بن أبي عطاء كلام من بعضهم لا يضره، فقد وثقه جماعة من الأئمة، منهم أحمد وابن معين وغيرهما، ومن ضعفه لم يبين السبب، فهو جرح مبهم غير مقبول، وكأنه لذلك احتج به مسلم، وأخرج له هذا الحديث في صحيحه.
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

مما يحزنني يا اخي عبد الله ان المنهج الذي استخدمته لإنتقاد هذا التضعيف هو المنهج المشهور عند جمهور طلبة العلم المنشغلين بجميع العلوم سوى علم المصطلح , فيعتبرون علم المصطلح من تصحيح وتضعيف خزانة مغلقة ان اردنا حديثا فتحناها ثم اخذنا ما صححه احد المتأخرين ثم اغلقناها , ثم احتججنا به احتجاج المقلد بالمعصوم !

والاعظم من هذا تقديم ما حقه التأخير وتأخير ما حقه التقديم !!

فقدمت الالباني وأخرت ابو داود السجستاني ابو حاتم وابو زرعة الرازيان والعقيلي والدارقطني !!

وكأنهم تبع للألباني لا ان الالباني تبع لهم !!

وهذا ديدن الكثير ممن لم ينزل الائمة المتقدمين منازلهم

واحتججت بقول الالباني رحمه الله : رجالهم ثقات رجال مسلم

فهل الالباني اعلم بصحيح مسلم من مسلم نفسه ؟

لأن نقلك هذا يظهر انك تغاضيت عن ما نقلته في الموضوع و قاله مسلم عن كتابه وطريقة اخراجه له ؟

ثم احتججت بقول الالباني : رجال مسلم

يا اخي الكريم المتفرد بهذا الحديث وهو ( ابو حمزة القصاب ) لم يخرج له مسلم سوى رواية واحدة ( فيما وجدت) فكيف يكون من رجاله !!!

ثم احتججت بقوله : وثقه احمد وابن معين , رادا على الائمة فالجواب من قسمين
الاول
اما ابن معين فقد اوردنا الجواب في الموضوع اعلاه على توثيقه

واما احمد فقد قال : صالح الحديث .

وهذا لا يعتبر توثيقا بدا , قال ابن ابي حاتم الرازي في مقدمته على كتاب الجرح والتعديل : وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب للإعتبار .

اي انه يتقوى بغيره ان اتت الرواية من طريق اخر اما استقلالا فلا يحتج بحديثه ان تفرد , وكما هو الحال هنا قد تفرد بالراوية

واما القسم الثاني :

قال الخطيب البغدادي :
اتفق اهل العلم على ان من جرحه الواحد والاثنان , وعُد له مثل عدد من جرحه فإن الجرح به أولى والعلة في ذلك ان الجارح يخبر عن امر باطن قد علمه.كتاب الكفاية في علم الرواية
اي وقع عليه الجارح مما خفي على من وثقه , وانظر قوله (عُد له مثل عدد من جرحه) ثم لم يعتبر قولهم مقابل من جرح فما بالك بمن كانوا اقل منهم

ثم احتججت بقوله : ثقات .

يا اخي الكريم الثقة عند اهل الاصطلاح هو من جمع بين ركنين
1- العدالة
2- الضبط

واما ابو حمزة القصاب المتفرد بهذا الحديث لم يضبط الركن الثاني , وهو الضبط لما ينقله من احاديث
وهذا ما شهد ابه كما ذكرت لك في الموضوع ابو داود والرازيان والعقيلي والدارقطني بل واحمد معهم

واما نقلك لقوله : كلام من بعضهم لا يضره .

فإن كان الكلام بضعف حفظ الراوي لايضر الراوي !! فمالذي يضر روايته اذا !!

وقد اوردت لك عن ابن حجر بأي مرتبة انزله ( صدوق له اوهام) اي انه لا يقبل تفرده

وقد اوردت لك نقل الذهبي عمن هذه مرتبته ماذا يسمون حديثه الذي يتفرد به ( منكرا)



ولكم وافر الاحترام والتقدير
 
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

أخي الكريم :
أولا : وددتُ لو أنك جمعت كلامك بعضه إلى بعض، ولم تنزل من سطر إلى سطر من دون حاجة، ليكون أريح لعين محاورك وفكره.
وثانيا :
بالنسبة لقولك "واحتججت بقول الالباني رحمه الله : رجالهم ثقات رجال مسلم" والحقيقة أني لم أحتج بأي شيء، وإنما أنا ناقل لكلام الألباني فقط، لتبيين أن كلامك غير متفق عليه.
وثالثا : لا أدري لم غضبتَ من إيراد كلام الشيخ الألباني رحمه ؟! فالمسألة تدارس عِلْم، وعرض آراء، وقد ذكر لك الشيخ الألباني أن تجريح المُجَرحين للراوي كان مبهما، والقاعدة أن التجريح المبهم لا يسقط التعديل، فهلا بينت محل غلط الشيخ في تنزيله لهذه القاعدة على هذا الحديث ؟!.
وما فعلته أخي "عيد" هو أنك رحت تريد إسقاط توثيق يحيى بن معين، مع أنه متشدد، بكلمة عامة للمعلمي رحمه الله، قد تنطبق على هذا المثال وقد لا تنطبق، مع أن القاعدة عند أهل هذا الفن أن تعديل المتشدد يعظ عليه بالنواجذ ! فكان أقل أحوالك أن تتوقف في حال الرواي.
لا سيما إن انضاف إلى قول ابن معين قول الإمام أحمد فيه : "ليس به بأس صالح الحديث" وقد وقعت هذه اللفظة "لا بأس به" بمعان متعددة، وهي من المرتبة الثانية من مراتب التعديل عند ابن أبي حاتم وابن الصلاح، وهي عند ابن معين بمعنى الثقة، وقد تكون هذه العبارة بمنزلة الصدوق، فيكتب حديثه وينظر فيه ويحتج به بعد اندفاع شبهة الوهم والخطأ، مع أن الوصف بها يقصر عن الصف أهل الضبط والاتقان، وقد تكون بمعنى أنه يعتبر به، ولا يبلغ حديثه الاحتجاج.
وكذلك عبارة "صالح الحديث" فقد استعملها الإمام أحمد فيمن هو دون الثقة، ويحتج به، على ما ذكره سيد الغوري في معجم ألفاظ الجرح والتعديل.
وثالثا : إن المسألة ليست "احتجاج المقلد بالمعصوم" ولا تقديم قول رجل على رجل أو متقدم على متأخر، أو أنّا لم ننزل العلماء منازلها، وإنما المسألة هي مسألة قواعد حديثية تطبق لنصل إلى النتيجة، ولو تأملت مشاركتك الأولى لوجدت فيها من القصور ما الله به عليم. ثم كانت النتيجة أنك أعطيتنا نتيجة مقتضبة مفادها أن هذا الحديث ضعيف! وهذا أبدا لا يتناسب مع مكانة صحيح مسلم رحمه الله ! ولا يمكن أن يقال في ذلك البُحَيث المختصر إنه تنزيل لحديث في صحيح مسلم في منزلته، فلا يصح أن تُقْدِم على تضعيف حديث في صحيح مسلم، وأنت لم تجمع وتتحرَّ فيما نقل عن أهل العلم في ذلك، كما لا يصح أن نترك الاستئناس بكلام رجل عالم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُشق له غبار فيها، وأن نأخذ بجمعك أخي الفاضل ـ من دون تقليل لشأنك والعياذ بالله ـ على ما فيه من خلل وقصور، ولو أنك عزوتَ لنا ما يُدعم قولك من التضعيف عن العلماء المعتبرين، ثم دللت لنا بما يعزز ذلك الحكم منك لقُبِل كلامك، وصار له وجه.
ولا يخفاك أيها الفاضل، أن بعض من قيل فيهم "له أوهام" توجد لهم رواية في الصحيحين، وقد بين هذا الحافظ في هدي الساري، وذلك كإسماعيل بن أبي أويس، ثم ذكر كلام الأئمة فيه، ثم بين أن إسماعيل أخرج أصولَه للبخاري فانتقى منها رحمه الله، ولذلك صار لما رواه عنه البخاري حكم مختلف، فالتريث التريث رحمك الله، وإن شئت أن تُقدم ولا تتريث فاقدم ببحث يشفي الغليل، والله أعلم.
كما أرجو أن لا يضيق صدرك بمناصحة أخيك لك. والله أعلم
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

بارك الله فيك اخي الكريم

واسمحلي نزولي من سطر إلى سطر قد تراه قبيحا واراه حسنا , احترم رأيك

نعم (بُحيثي) كما سميته مختصر ومضغوط اخاطب فيه اهل الاصطلاح الذين لا يحتاجون إلى مقدمة وتوضيح معاني الى اخره

لكني ذكرت ثلاث عبارات في (بُحيثي) يظهر انك لا تهتم بها لأنها ترد على غالب ردك !




ي الكريم :
أولا : وددتُ لو أنك جمعت كلامك بعضه إلى بعض، ولم تنزل من سطر إلى سطر من دون حاجة، ليكون أريح لعين محاورك وفكره.
وثانيا : بالنسبة لقولك "واحتججت بقول الالباني رحمه الله : رجالهم ثقات رجال مسلم" والحقيقة أني لم أحتج بأي شيء، وإنما أنا ناقل لكلام الألباني فقط، لتبيين أن كلامك غير متفق عليه.
وثالثا : لا أدري لم غضبتَ من إيراد كلام الشيخ الألباني رحمه ؟! فالمسألة تدارس عِلْم، وعرض آراء، وقد ذكر لك الشيخ الألباني أن تجريح المُجَرحين للراوي كان مبهما، والقاعدة أن التجريح المبهم لا يسقط التعديل، فهلا بينت محل غلط الشيخ في تنزيله لهذه القاعدة على هذا الحديث ؟!.
وما فعلته أخي "عيد" هو أنك رحت تريد إسقاط توثيق يحيى بن معين، مع أنه متشدد، بكلمة عامة للمعلمي رحمه الله، قد تنطبق على هذا المثال وقد لا تنطبق، مع أن القاعدة عند أهل هذا الفن أن تعديل المتشدد يعظ عليه بالنواجذ ! فكان أقل أحوالك أن تتوقف في حال الرواي.
لا سيما إن انضاف إلى قول ابن معين قول الإمام أحمد فيه : "ليس به بأس صالح الحديث" وقد وقعت هذه اللفظة "لا بأس به" بمعان متعددة، وهي من المرتبة الثانية من مراتب التعديل عند ابن أبي حاتم وابن الصلاح، وهي عند ابن معين بمعنى الثقة، وقد تكون هذه العبارة بمنزلة الصدوق، فيكتب حديثه وينظر فيه ويحتج به بعد اندفاع شبهة الوهم والخطأ، مع أن الوصف بها يقصر عن الصف أهل الضبط والاتقان، وقد تكون بمعنى أنه يعتبر به، ولا يبلغ حديثه الاحتجاج.

والجواب قد كتبته لك قبل ان تكتب هذه السطور ! وهو



قال الخطيب البغدادي :
اتفق اهل العلم على ان من جرحه الواحد والاثنان , وعُد له مثل عدد من جرحه فإن الجرح به أولى والعلة في ذلك ان الجارح يخبر عن امر باطن قد علمه.كتاب الكفاية في علم الرواية
اي وقع عليه الجارح مما خفي على من وثقه , وانظر قوله (عُد له مثل عدد من جرحه) ثم لم يعتبر قولهم مقابل من جرح فما بالك بمن كانوا اقل منهم

واما قولك اخي الكريم



سألة قواعد حديثية تطبق لنصل إلى النتيجة، ولو تأملت مشاركتك الأولى لوجدت فيها من القصور ما الله به عليم. ثم كانت النتيجة أنك أعطيتنا نتيجة مقتضبة مفادها أن هذا الحديث ضعيف! وهذا أبدا لا يتناسب مع مكانة صحيح مسلم رحمه الله ! ولا يمكن أن يقال في ذلك البُحَيث المختصر إنه تنزيل لحديث في صحيح مسلم في منزلته، فلا يصح أن تُقْدِم على تضعيف حديث في صحيح مسلم،

فإني قلت في ( بُحيثي )
قال مسلم في مقدمة كتابه وعن كتابه :
- فَنَقْسِمُهَا عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ ، وَثَلاَثِ طَبَقَاتٍ مِنَ النَّاسِ عَلَى غَيْرِ تَكْرَارٍ .
ثم قال : أَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ ، فَإِنَّا نَتَوَخَّى أَنْ نُقَدِّمَ الأَخْبَارَ الَّتِي هِيَ أَسْلَمُ مِنَ الْعُيُوبِ مِنْ غَيْرِهَا ، وَأَنْقَى مِنْ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُوهَا أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ فِي الْحَدِيثِ ، وَإِتْقَانٍ لِمَا نَقَلُوا ، لَمْ يُوجَدْ فِي رِوَايَتِهِمْ اخْتِلاَفٌ شَدِيدٌ ، وَلاَ تَخْلِيطٌ فَاحِشٌ ، كَمَا قَدْ عُثِرَ فِيهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَبَانَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِهِمْ.
فَإِذَا نَحْنُ تَقَصَّيْنَا أَخْبَارَ هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النَّاسِ ، أَتْبَعْنَاهَا أَخْبَارًا يَقَعُ فِي أَسَانِيدِهَا بَعْضُ مَنْ لَيْسَ بِالْمَوْصُوفِ بِالْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ

وفرعا على كلام مسلم قلت





اما هذا الحديث :

قال مسلم كما نقلت من مقدمته :

أَتْبَعْنَاهَا أَخْبَارًا يَقَعُ فِي أَسَانِيدِهَا بَعْضُ مَنْ لَيْسَ بِالْمَوْصُوفِ بِالْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ

1- قدم على هذا حديث ( اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا )
من طرق كثيرة , ثم اورد هذه الرواية بعده وكأنه يورد صورة توضيحية لما سبق , مما يدل على انه ليس من احاديث اهل الطبقة الاولى
2- ابو حمزة القصاب ليس من رجال مسلم , فإنه لم يخرج له سوى هذه الرواية
3- ابو حمزة القصاب تكلم فيه الائمة

واما قولك



ولو أنك عزوتَ لنا ما يُدعم قولك من التضعيف عن العلماء المعتبرين، ثم دللت لنا بما يعزز ذلك الحكم منك لقُبِل كلامك، وصار له وجه.

فقد ذكرت في ( بُحيثي ) بعد من ضعف الراوي , من ضعف الرواية



قال العقيلي : عمران بن ابي عطاء ابو حمزة القصاب واسطي عن ابن عباس , لايتابع على حديثه ولا يعرف إلا به .الضعفاء للعقيلي

لكن اخي الكريم لعلك غضبت من ردي الذي لم اقصد ان اغضبك به

فتجاوزت كلامي الذي فيه كل اجابات استفهاماتك

وارجو ان لا تبني على ردي غضبا او بغضا لا سمح الله

فإني من متابعين ردودك ومناقشاتك , وفقك الله
 
إنضم
8 يونيو 2010
المشاركات
562
التخصص
فقه
المدينة
عمان، ولكني مقيم بالكويت
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )


لكن اخي الكريم لعلك غضبت من ردي الذي لم اقصد ان اغضبك به ... وارجو ان لا تبني على ردي غضبا او بغضا لا سمح الله
فإني من متابعين ردودك ومناقشاتك , وفقك الله
إياك والظن أخي عيد، فوالله وبالله وتالله أني لم أغضب من أي شيء، ووالله وبالله وتالله أني كتبت ما كتبت إلا معونة لك ونصحا لك أيضا، ومن باب النقاش العلمي الهادف، واعلم أن قولي عما كتبتَه أنت في مشاركتك الأولى "بُحيث" هو من باب تقليل المكتوب، لا من باب تقليل المادة العلمية التي فيه والعياذ بالله، وكل يؤخذ من قوله ويُرَدّ، والله أعلم.
 
إنضم
23 يناير 2013
المشاركات
2,604
الإقامة
ميت غمر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
عقيدة
الدولة
مصر
المدينة
ميتغمر
المذهب الفقهي
شافعي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

لماذا شيخنا الفاضل تشغل نفسك بحديث في صحيح مسلم
وتترك الساحة ملآنة بالأحاديث التي تحتاج نظرك وجهدك لتنقيحها ؟
رأي أعرضه لا أفرضه
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

هل تقصد بمبحثك هذا:
أن الإمام مسلما يرى ضعف هذا الحديث؟
أم أنه يرى صحته، وأنه موافق لشرطه، لكنك أنت الرائي ضعفه؟!
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

الاخ الكريم محمد بن رضا ارجو ان تنظر الى هذا البحث الصغير انه صيانة لمعاوية رضي الله المقطوع بعدالته عند مسلم رحمه الله
الاخ الكريم محمد بن عبدالله الحديث على شرطه كما في مقدمته لكن ليس بمرتبة الاحتجاج عنده وجمعا بين اقوال الائمة في المتفرد بهذا الحديث و مقدمة مسلم هذا الاسناد ليس مما يحتح به ان تفرد عند مسلم .
وللقراء
كتاب صحيح مسلم يشهد بإمامة هذا العالم بعلم الحديث وعلله وكتابه هذا لم يخدم من هذا الجانب لأنه يحتاج الى مثل من لا اعرف من اتى مثله بعده ابي عبد الرحمن المعلمي اليماني كما هو ظاهر في كتابيه التنكيل والانوار الكاشفة
وجزاكم الله خيرا
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

أخي بارك الله فيك: تقول:
الحديث على شرطه كما في مقدمته لكن ليس بمرتبة الاحتجاج عنده

والذي في مقدمة الإمام مسلم لا يدل لما تزعمه، فهو يقول:
أَتْبَعْنَاهَا أَخْبَارًا يَقَعُ فِي أَسَانِيدِهَا بَعْضُ مَنْ لَيْسَ بِالْمَوْصُوفِ بِالْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ ، كَالصِّنْفِ الْمُقَدَّمِ قَبْلَهُمْ ، عَلَى أَنَّهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِيمَا وَصَفْنَا دُونَهُمْ ، فَإِنَّ اسْمَ السَّتْرِ .وَالصِّدْقِ ، وَتَعَاطِي الْعِلْمِ يَشْمَلُهُمْ كَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَأَضْرَابِهِمْ مِنْ حُمَّالِ الآثَارِ ، وَنُقَّالِ الأَخْبَارِ.
فأثبت لهؤلاء الرواة الصدق، كما أنهم سلمهم من الجرح الظاهر، إلا أنه دون الصنف الأول المشهورين بقوة الحفظ ومتانته، وهذا معروف عند أئمة الحديث
فالقسم الأول عند الإمام مسلم هو الأحاديث الأصح، والقسم الثاني هو الحديث الصحيح

وأزيدك تدقيقا،
تأمل معي قوله:
أَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ ، فَإِنَّا نَتَوَخَّى أَنْ نُقَدِّمَ الأَخْبَارَ الَّتِي هِيَ أَسْلَمُ مِنَ الْعُيُوبِ مِنْ غَيْرِهَا ، وَأَنْقَى مِنْ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُوهَا أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ فِي الْحَدِيثِ ، وَإِتْقَانٍ لِمَا نَقَلُوا ، لَمْ يُوجَدْ فِي رِوَايَتِهِمْ اخْتِلاَفٌ شَدِيدٌ ، وَلاَ تَخْلِيطٌ فَاحِشٌ ، كَمَا قَدْ عُثِرَ فِيهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَبَانَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِهِمْ.
فعبر لك بأسلم وأنقى، صيغتا تفضيل، ليدل لك على أن القسم الثاني: سليم ونقي، لكن القسم الأول أسلم وأنقى
فإذا جمعت كلامه بعضه على بعض:
القسم الأول أنقى وأسلم من القسم الثاني
القسم الثاني دون القسم الأول، مع التزامه بالرواية عن أهل الصدق، والمستورين من الجرح
يظهر لك: أن كلا القسمين صحيح، لكن القسم الأول أصح من القسم الثاني، وهذا لا يقدح إلا عند تعارض الحديثين، ولم يمكن الجمع بينهما، وليس مراده ما زعمته
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

وفيك بارك اخي محمد بن عبدالله
و جزاك الله خيرا
لي عودة ان شاءالله
تصحيح (ابي عبد الرحمن المعلمي) (عبدالرحمن المعلمي)
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

الاخ الكريم محمد عبد الله بعد التحية والاحترام
1 - تأويلك "حفظك الله" لكلام الامام مسلم يخالف ظاهره ، و ليث بن ابي سليم الذي ضربه الامام مسلم مثلا معروف بالطلب (كما قال مسلم) والصدق (والمراد به عدم تعمد الكذب) لكن المشهور عند اهل العلم انه ضعيف وليس من اهل الاحتجاج عند التفرد

2 - استدلالك بلفظ (انقى) على ان القسم الثاني* (نقي) غير لازم ، خاصة ان من سماهم الامام مسلم ليسوا من اهل الاحتجاج ولا يقال لأحاديثهم صحاح استقلالا .

3 - الائمة الاعلام كالامام احمد والرازيين وغيرهم تكلموا في المتفرد بهذا الحديث "ابو حمزة القصاب"* والقاعدة "الجرح مقدم على التعديل" ان كنت تراه انه على درجة الاحتجاج عنده ، فتأويلك "حفظك الله" لكلام الامام ورفع ابو حمزة القصاب لدرجة الاحتجاج مصادم لكلام اهل العلم الذين قدحوا فيه . و تلخص لابن حجر حال ابو حمزة كما في كتابه التقريب عند جمعه لأقوال الائمة في ابو حمزة القصاب ، فادرجه في مرتبة "صدوق له اوهام" فليس هو من اهل الاحتجاج

4- المشهور عند اهل العلم انه من اخرج له الشيخان في الشواهد والمتابعات ، ومن لم يرووا له في الاصول انه ليس من اهل الاحتجاج عندهم ، والمتفرد بحديث " لا اشبع الله بطنه" ليست له سوى هذه الرواية عند مسلم ، بل قال العقيلي في الضعغاء لايعرف الا بها ولايتابع عليها
فلم يروي عن ابن عباس سوى هذا الحديث ولم يشاركه فيه بلديو الامام ابن عباس واصحابه الملازمون الاثبات!
شكرا لإثراءك الموضوع وتقبل احترامي وتقديري
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

أخي عيد وفقك الله للخير
حتى تتم الفائدة:
أنا أتباحث معك حول مقصود الإمام مسلم، وليس عن أبي حمزة القصاب

فإن تبين أن الإمام مسلم يروي الأحاديث الضعيفة انتقلنا إلى بيان أن هذا الرجل من الضعفاء عنده أم من الثقات.
وإن تبين أن الإمام مسلم لا يروي الأحاديث الضعيفة بطل ما جئت به أصلا
نعم قد يكون هذا الرجل عند غير الإمام مسلم ضعيفا، وقد يكون ضعيفا عند الإمام مسلم إلا أن هذا الحديث ثبتت صحته عند الإمام مسلم فأورده في صحيحه

أرجع إلى الإمام مسلم: فأقول:
قال رحمه الله تعالى في مقدمة صحيحه -التركية (1/ 2)
فَأَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ فَإِنَّا نَتَوَخَّى أَنْ نُقَدِّمَ الأَخْبَارَ الَّتِي هيَ أَسْلَمُ مِنَ الْعُيُوبِ مِنْ غَيْرِهَا وَأَنْقَى مِنْ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُوهَا أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ فِي الْحَدِيثِ وَإِتْقَانٍ لِمَا نَقَلُوا لَمْ يُوجَدْ في رِوَايَتِهِمِ اخْتِلاَفٌ شَدِيدٌ، وَلاَ تَخْلِيطٌ فَاحِشٌ، كَمَا قَدْ عُثِرَ فِيهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَبَانَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِهِمْ.
فَإِذَا نَحْنُ تَقَصَّيْنَا أَخْبَارَ هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النَّاسِ أَتْبَعْنَاهَا أَخْبَارًا يَقَعُ فِي أَسَانِيدِهَا بَعْضُ مَنْ لَيْسَ بِالْمَوْصُوفِ بِالْحِفْظِ وَالإِتْقَانِ كَالصِّنْفِ الْمُقَدَّمِ قَبْلَهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِيمَا وَصَفْنَا دُونَهُمْ فَإِنَّ اسْمَ السِّتْرِ وَالصِّدْقِ وَتَعَاطِى الْعِلْمِ يَشْمَلُهُمْ كَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِى زِيَادٍ وَلَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ وَأَضْرَابِهِمْ مِنْ حُمَّالِ الآثَارِ وَنُقَّالِ الأَخْبَارِ.
فَهُمْ وَإِنْ كَانُوا بِمَا وَصَفْنَا مِنَ الْعِلْمِ وَالسِّتْرِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَعْرُوفِينَ فَغَيْرُهُمْ مِنْ أَقْرَانِهِمْ مِمَّنْ عِنْدَهُمْ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الإِتْقَانِ وَالاِسْتِقَامَةِ فِى الرِّوَايَةِ يَفْضُلُونَهُمْ فِى الْحَالِ وَالْمَرْتَبَةِ لأَنَّ هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ وَخَصْلَةٌ سَنِيَّةٌ:
أَلاَ تَرَى أَنَّكَ إِذَا وَازَنْتَ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ عَطَاءً وَيَزِيدَ وَلَيْثًا بِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ فِي إِتْقَانِ الْحَدِيثِ وَالاِسْتِقَامَةِ فِيهِ وَجَدْتَهُمْ مُبَايِنِينَ لَهُمْ، لاَ يُدَانُونَهُمْ، لاَ شَكَّ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِى ذَلِكَ لِلَّذِى اسْتَفَاضَ عِنْدَهُمْ مِنْ صِحَّةِ حِفْظِ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِتْقَانِهِمْ لِحَدِيثِهِمْ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ عَطَاءٍ وَيَزِيدَ وَلَيْثٍ.
وَفِى مِثْلِ مَجْرَى هَؤُلاَءِ إِذَا وَازَنْتَ بَيْنَ الأَقْرَانِ كَابْنِ عَوْنٍ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِىِّ مَعَ عَوْفِ بْنِ أَبِى جَمِيلَةَ وَأَشْعَثَ الْحُمْرَانِىِّ وَهُمَا صَاحِبَا الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ، كَمَا أَنَّ ابْنَ عَوْنٍ وَأَيُّوبَ صَاحِبَاهُمَا، إِلاَّ أَنَّ الْبَوْنَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ هَذَيْنِ بَعِيدٌ فِى كَمَالِ الْفَضْلِ وَصِحَّةِ النَّقْلِ، وَإِنْ كَانَ عَوْفٌ وَأَشْعَثُ غَيْرَ مَدْفُوعَيْنِ عَنْ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلَكِنَّ الْحَالَ مَا وَصَفْنَا مِنَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ.
وَإِنَّمَا مَثَّلْنَا هَؤُلاَءِ فِى التَّسْمِيَةِ لِيَكُونَ تَمْثِيلُهُمْ سِمَةً يَصْدُرُ عَنْ فَهْمِهَا مَنْ غَبِىَ عَلَيْهِ طَرِيقُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى تَرْتِيبِ أَهْلِهِ فِيهِ فَلاَ يُقَصَّرُ بِالرَّجُلِ الْعَالِى الْقَدْرِ عَنْ دَرَجَتِهِ وَلاَ يُرْفَعُ مُتَّضِعُ الْقَدْرِ فِى الْعِلْمِ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ وَيُعْطَى كُلُّ ذِى حَقٍّ فِيهِ حَقَّهُ وَيُنَزَّلُ مَنْزِلَتَهُ.
وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله تعالى عنها - أَنَّهَا قَالَتْ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ. مَعَ مَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ) فَعَلَى نَحْوِ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْوُجُوهِ نُؤَلِّفُ مَا سَأَلْتَ مِنَ الأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْهَا عَنْ قَوْمٍ هُمْ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ مُتَّهَمُونَ أَوْ عِنْدَ الأَكْثَرِ مِنْهُمْ فَلَسْنَا نَتَشَاغَلُ بِتَخْرِيجِ حَدِيثِهِمْ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ أَبِى جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِىِّ وَعَمْرِو بْنِ خَالِدٍ وَعَبْدِالْقُدُّوسِ الشَّامِىِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ وَغِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو أَبِى دَاوُدَ النَّخَعِىِّ وَأَشْبَاهِهِمْ مِمَّنِ اتُّهِمَ بِوَضْعِ الأَحَادِيثِ وَتَوْلِيدِ الأَخْبَارِ.
وَكَذَلِكَ مَنِ الْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُنْكَرُ أَوِ الْغَلَطُ أَمْسَكْنَا أَيْضًا عَنْ حَدِيثِهِمْ.
وَعَلاَمَةُ الْمُنْكَرِ فِى حَدِيثِ الْمُحَدِّثِ إِذَا مَا عُرِضَتْ رِوَايَتُهُ لِلْحَدِيثِ عَلَى رِوَايَةِ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ وَالرِّضَا خَالَفَتْ رِوَايَتُهُ رِوَايَتَهُمْ أَوْ لَمْ تَكَدْ تُوَافِقُهَا فَإِذَا كَانَ الأَغْلَبُ مِنْ حَدِيثِهِ كَذَلِكَ كَانَ مَهْجُورَ الْحَدِيثِ غَيْرَ مَقْبُولِهِ وَلاَ مُسْتَعْمَلِهِ. فَمِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ وَيَحْيَى بْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ وَالْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو الْعَطُوفِ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ فِى رِوَايَةِ الْمُنْكَرِ مِنَ الْحَدِيثِ. فَلَسْنَا نُعَرِّجُ عَلَى حَدِيثِهِمْ وَلاَ نَتَشَاغَلُ بِهِ لأَنَّ حُكْمَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالَّذِى نَعْرِفُ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِى قَبُولِ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ الْمُحَدِّثُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ قَدْ شَارَكَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ فِى بَعْضِ مَا رَوَوْا وَأَمْعَنَ فِى ذَلِكَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ لَهُمْ فَإِذَا وُجِدَ كَذَلِكَ ثُمَّ زَادَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا لَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ قُبِلَتْ زِيَادَتُهُ.
فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِىِّ فِى جَلاَلَتِهِ وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِى أَكْثَرِهِ فَيَرْوِى عَنْهُمَا أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِى الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى ما أردته من مقدمة الإمام مسلم

سؤالي الأول:
تأمل أخي وصفه للصنف الأدون وذكر أولئك الرجال أعني عطاء ويزيد وليثا، ثم قوله بعده: (وَفِى مِثْلِ مَجْرَى هَؤُلاَءِ إِذَا وَازَنْتَ بَيْنَ الأَقْرَانِ كَابْنِ عَوْنٍ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِىِّ مَعَ عَوْفِ بْنِ أَبِى جَمِيلَةَ وَأَشْعَثَ الْحُمْرَانِىِّ وَهُمَا صَاحِبَا الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ، كَمَا أَنَّ ابْنَ عَوْنٍ وَأَيُّوبَ صَاحِبَاهُمَا، إِلاَّ أَنَّ الْبَوْنَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ هَذَيْنِ بَعِيدٌ فِى كَمَالِ الْفَضْلِ وَصِحَّةِ النَّقْلِ، وَإِنْ كَانَ عَوْفٌ وَأَشْعَثُ غَيْرَ مَدْفُوعَيْنِ عَنْ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلَكِنَّ الْحَالَ مَا وَصَفْنَا مِنَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ)
ماذا يعني بالمثلية، وما مقصده بالتشبيه، وهل عوف وأشعث من الضعفاء عند الإمام مسلم كالقسم الأول، أم لا، وإنما هي مقارنة بين طائفتين إحداهما أقوى من الأخرى؟

ثم تساؤل آخر:
إن كان هذا الرجل كما وصفتَ، فالأولى به عند الإمام مسلم ألا يكون من الصنف الثاني، بل هو أقرب للمنكر، والأصل ألا يعرج على ما ينفرد به، كما هو منهجه، فهو من قبيل المنكر الذي ذكره آخرا، ووصفه بقوله: (فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ ... فَيَرْوِى عَنْهُمَا أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِى الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
فإن كان غير جائر قبول حديثه فكيف يخدعنا الإمام مسلم –وحاشاه ذلك، رحمه الله-، فيروي حديثه؟.

وثالثا:
إن كان الإمام مسلم يرى ضعف الحديث كما تزعم، فلم يورده، ويأتي به مثالا للدعاء على شخص والقصد منه الدعاء له؟!

رابعا:
ما هو حكم من وقفت عليه من أئمة العلل الذي تكلموا على صحيح مسلم عن هذا الحديث؟
هل استدركوا أو استشكلوه عليه أم ماذا؟

خامسا:
ما هو قدر الأحاديث الضعيفة التي تزعمها في صحيح مسلم؟
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

اخي الكريم بعد التحية* :
اراك تدور حول نقطتين :
1- كل مافي كتاب مسلم صحيح .

قال ابن الصلاح : وقد عيب على مسلم روايته في صحيحه عن جماعة من الضعفاء والمتوسطين .تدريب الراوي شرح تقريب النواوي. للسيوطي

انظر اخي الكريم من فهم مقدمة مسلم كفهمك "علمني الله واياك" فأنتقصوا منه وعابوا عليه ذلك .

الاسماء التي ذكرها مسلم في مقدمته* قال عنهم مسلم نفسه بعد ذكرهم بالقسم الثاني :
انما مثلنا هؤلاء بالتسمية ليكون تمثيلهم يصدر عن فهمها من غبي عليه طريق اهل العلم في ترتيب اهله فيه فلا يقصر بالرجل العالي القدر عن درجته ولا يضع متضع القدر فوق منزلته ويعطي كل ذي حق حقه وينزل منزلته .انتهى
فهذا الامام مسلم يضرب لك اسماء رواة ضعاف اشتهر ضعفهم ويصرح بعد هذين القسمين ان بينهما فرق العالي والمتضع ، لكنك "حفظك الله ورعاك" تصر على ان احاديثهما صحيحة محتج بها ، فهل انت باق على ماتقول بعد ماصرح به ابن الصلاح اعلاه ونص عليه مسلم بالاسماء المضروبة مثلا؟

النقطة الثانية :* انك ترى ان الاسماء المضروبة مثلا في القسم الثاني احاديثهم صحاح استقلالا ، وهذا يعجب منه من يعرف من سماهم الامام مسلم
اظنك " علمني الله واياك" فهمت قول الامام(الستر والصدق وتعاطي العلم) انه يعني الضبط والعدالة؟ فإن كان يعني انهم ضابطون عدول رواياتهم صحيحة استقلالا ، فمالداعي ان يضيف هذا الوصف للقسم الثاني فقط والمفروض (حسب فهمك (للستر والصدق وتعاطي العلم) ان يصف به كلا القسمين ، لأن كلا من القسمين ( الصحيح والاصح حسب شرحك لمقدمته) محتاج بلا خلاف الى اسناد مسلسل من الرواة الضابطين العدول !
لكن الستر "يا اخي الكريم"المقصود به عدم هتك عدالتهم عند اهل العلم والصدق عدم تعمد الكذب عند المخالفة وتعاطي العلم تعني انهم قد عرفوا بالطلب ، لا انهم جمعوا بين العدالة والضبط !

ويا اخي الكريم
عندما اقول ان ابو حمزة القصاب ليس من اهل الاحتجاج عند مسلم( مستدلا بأنه لم يخرج له سوى رواية واحدة ) لا يعني بالضرورة ان مسلم يروي الاحاديث الضعيفة

فالاحتجاج هو الحكم بالصحة عند التفرد لمن هو اهل للتفرد على شيخ او متن ، او عند المخالفة
لكن القسم الثاني الذي يروي عنهم مسلم هم من طبقة تقبل الشد والجذب عند اهل العلم ، وهذا امر معروف معمول به عند الائمة صرح به عبد الرحمن بن مهدي واحمد وغيرهم انهم يشددون في الرجال بالاصول ويخففون بالرقائق ونحوها
قال الحافظ المنذري في جوابه : عن الاحتجاج بمحمد بن اسحاق : واما البخاري ومسلم فلم يحتجا به في صحيحهما البتة وإنما اخرج له مسلم أحاديث في المتابعات لا في الاصول. انتهى*
فهل تدرج "حفظك الله" بعد كلام الحافظ المنذري (محمد بن اسحاق) في الاصح ام في الصحيح؟
ثم ضع فهمي "علمني الله واياك" وفهمك كل في كفة
وارجع الى كلام ابن الصلاح اعلاه في اي كفة تضعه؟
وارجع لكلام المنذري في اي كفة تضعه؟
ام ستقول كما اقول ان الامام مسلم اخرج في القسم الثاني من الرواة من يقبل الشد والجذب عند اهل العلم وانه لم يخرج عن سير ائمة اهل الحديث في جواز التخفيف في غير الاصول كعبدالرحمن بن مهدي واحمد؟
قال الذهبي في ميزان الاعتدال ترجمة جعفر بن سليمان : وينفرد بأحاديث عدت مما ينكر ، واختلف في الاحتجاج بها (ثم ذكرها الذهبي) وقال: وغالبها في صحيح مسلم . انتهى !!!
فهل سترى كما ارى ان الامام مسلم تعمد اخراج القسم الثاني في غير الاصول مما يقبل الشد والجذب ام سترد غلى الذهبي ايضا؟
الشهيد ابو الفضل بن عمار الحافظ له جزء مسمى علل الاحاديث في صحيح مسلم !!!
انا لا اشك طرفة عين بعبقرية مسلم والاحاديث التي تتبع عليها انما تتبع في القسم الثاني* باختياره كما في مقدمته واما الاصول فلا

اخي الكريم : واما طلبك مني اسماء من اعل هذا الحديث فارجع الى الموضوع الاصلي فهل بعد ثبوت جرح الراوي يكون الاصل صحة نقله ام الطعن في منقوله؟

واما قولك انه حسب كلامي في الراوي ووصفي له يكون اقرب للمنكر* ان منهج مسلم انه لايخرج له ثم تحتج بما قاله في اصحاب الزهري وهشام
وهل انا ضعفته ام ابو زرعة وابو حاتم واحمد والعقيلي وغيرهم حتى تقول لي حسبما وصفت انا؟

يا اخي الكربم فهمك لصحيح مسلم يجعلك متصادما مع الادلة

تقبل احترامي وتقديري لك على غيرتك على صحيح مسلم لكن مع* عتبي على فهمك الذي يجعل مسلم مصادما للأئمة مغلوبا امامهم لأن القاعدة الجرح مقدم على التعديل وقد اخرج عن من ضعفوه عامدا في غير الاصول غير جاهل ولم يغلبوه
 

عصام أحمد الكردي

:: متفاعل ::
إنضم
13 فبراير 2012
المشاركات
430
الإقامة
الأردن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو يونس
التخصص
عابد لله
الدولة
الأردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
ملة إبرهيم حنيفا
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

لدى سؤال : هل الحادثة لحديث لا أشبع الله بطنه تسبق أم من بعد الحادثة التى دعا الرّسول صّلى الله عليه وسلم المصلى فى المسجد وهو يصلّى ولم يجبه وقال له الرّسول صّلى الله عليه وسلم ألم تعلم
أنّ الله تعالى قال :
يأيها الّذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم
...... (24) سورة الأنفال .
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

تقول العرب إن وراء الاكمة ما وراءها
رضي الله عن معاوية الذي اتخذه رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه كاتبا للوحي وجعله ابو بكر رضي الله عنه على رأس جيش وولاه عمر بن الخطاب ثم يأتي بعد النبي وهذين العظيمين ابو بكر وعمر من لايرضى معاوية ! معاوية الباب فمن طرق الباب اراد من وراءه .
 

عيد نهار الشمري

:: متابع ::
إنضم
14 مارس 2015
المشاركات
47
الكنية
أبو نهار
التخصص
علم مصطلح الحديث
المدينة
الجهراء
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

الاخ عصام احمد
بعد التحية
الموضوع عن نفي ثبوت الحديث
 

عصام أحمد الكردي

:: متفاعل ::
إنضم
13 فبراير 2012
المشاركات
430
الإقامة
الأردن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو يونس
التخصص
عابد لله
الدولة
الأردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
ملة إبرهيم حنيفا

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

تقول العرب إن وراء الاكمة ما وراءها
رضي الله عن معاوية الذي اتخذه رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه كاتبا للوحي وجعله ابو بكر رضي الله عنه على رأس جيش وولاه عمر بن الخطاب ثم يأتي بعد النبي وهذين العظيمين ابو بكر وعمر من لايرضى معاوية ! معاوية الباب فمن طرق الباب اراد من وراءه .
روى ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ، في ترجمة سيدنا معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما وأرضاهما :
روى الإمام أحمد ومسلم والحاكم في " مستدركه " من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ، عن أبي حمزة عمران بن أبي عطاء ، عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الغلمان ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فقلت : ما جاء إلا إلي . فاختبأت على باب ، فجاءني فحطأني حطأة ثم قال : " اذهب فادع لي معاوية " . وكان يكتب الوحي . قال : فذهبت فدعوته له ، فقيل : إنه يأكل . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إنه يأكل . فقال : " اذهب فادعه " . فأتيته الثانية فقيل : إنه يأكل . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال في الثالثة : " لا أشبع الله بطنه " . قال : فما شبع بعدها .

[ ص: 402 ] وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه . أما في الدنيا فإنه لما صار في الشام أميرا ، كان يأكل في اليوم سبع مرات ، يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها ، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ، ويقول : والله ما أشبع ، وإنما أعيى . وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك .

وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما ، من غير وجه عن جماعة من الصحابة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم إنما أنا بشر ، فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه ، وليس لذلك أهلا ، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة " . فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية ، ولم يورد له غير ذلك . اه
بالضغط على الحديث ، تنتقل الصفحة التي نقل منها .
 
التعديل الأخير:

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )

أخي عيد:
اعْلَم أني غيور على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
غيور على العلماء
غيور على تراثنا
غيور على لغتنا

واعلم أخي أن من يتعرض لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع ضعف بضاعته في العلم فإنه يصدق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المُتشبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابسِ ثَوبَي زور".

وقد نصحك الأخوة، فلم تُلقِ لهم بالا، ولم تقرع حجتهم بالحجة
فوجهت لك تساؤلاتي، علَّك تفهم منها موضع خطئك، فلم تفهم، ولم تجب عليها
وأردتُك أن تخرُج من بوتقة هذا الحديث، ويكون الكلام على صحيح مسلم، فأبيت إلا أن يكون هذا هو مدار حديثك.
فأقول، ولعل الله يصلح من شأنك وحالك:

أنت حكمت أولاً على ضعف هذا الحديث:
[/B قال:
عيد نهار الشمري;142075]ضعف حديث ( لا أشبع الله بطنه )
ثم تناقضت فقلتَ:
[/B قال:
عيد نهار الشمري;146008]عندما اقول ان ابو حمزة القصاب ليس من اهل الاحتجاج عند مسلم( مستدلا بأنه لم يخرج له سوى رواية واحدة ) لا يعني بالضرورة ان مسلم يروي الاحاديث الضعيفة
كيف لا يروي الإمام مسلم الأحاديث الضعيفة، وهذا الحديث فيه، وحكمت بضعفه متنا في العنوان، وسندا حين تكلمت على أبي حمزة القصاب؟!

ومع هذا تنزلا: لو سلَّمنا لك زعمك أن الإمام مسلم يرى ضعف هذا الحديث،
[/B قال:
محمد بن عبدالله بن محمد;146006]إن كان الإمام مسلم يرى ضعف الحديث كما تزعم، فلِمَ يُوردُه، ويأتي به مثالا للدعاء على شخص والقصد منه الدعاء له؟!

لأنك تقول:
[/B قال:
عيد نهار الشمري;142075]وعلى هذا فلا حاجة لنا ان نأول الحديث بمعنى انه يدعو له بأن لا يكون ممن يشبع في الدنيا ويجوع في الاخرة , فإن فيما مر معنا غُنية عن هذا
نعم، إن كان ضعيفا فلِمَ يأتي به الإمام مسلم في صحيحه؟
ثم مَن المُتَأَوِّل لهذا الحديث التأويل الذي لم يعجبْك، شراحُ مسلم أم نحن أم الإمامُ مسلم نفسه، ألم يضع هذا الحديث بعد حديث البخاري ومسلم:
[/B قال:
زياد العراقي;146066]روى ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، في ترجمة سيدنا معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما وأرضاهما :
...
وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما، من غير وجه عن جماعة من الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه، وليس لذلك أهلا، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة ". فرَكَّبَ مسلمٌ من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلةً لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك. اه

وعلى افتراض ضعف أبي حمزة القصاب، وبحسب علم الحديث –كما سيأتي التنبيه عليه- فإن انفراده عن ابن عباس بهذا الحديث يُعَدُّ نكارةً، إذ خالف الثقات من رواة ابن عباس، أو وهما كما ذكر ابن حجر أن له أوهاما، والحديث المنكر أو الموهوم لا يرويه الإمام مسلم؛ لأنه يقول:
[/B قال:
محمد بن عبدالله بن محمد;146006]وَكَذَلِكَ مَنِ الْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُنْكَرُ أَوِ الْغَلَطُ أَمْسَكْنَا أَيْضًا عَنْ حَدِيثِهِمْ.
وَعَلاَمَةُ الْمُنْكَرِ فِى حَدِيثِ الْمُحَدِّثِ إِذَا مَا عُرِضَتْ رِوَايَتُهُ لِلْحَدِيثِ عَلَى رِوَايَةِ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ وَالرِّضَا خَالَفَتْ رِوَايَتُهُ رِوَايَتَهُمْ أَوْ لَمْ تَكَدْ تُوَافِقُهَا فَإِذَا كَانَ الأَغْلَبُ مِنْ حَدِيثِهِ كَذَلِكَ كَانَ مَهْجُورَ الْحَدِيثِ غَيْرَ مَقْبُولِهِ وَلاَ مُسْتَعْمَلِهِ. فَمِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ وَيَحْيَى بْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ وَالْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو الْعَطُوفِ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ فِى رِوَايَةِ الْمُنْكَرِ مِنَ الْحَدِيثِ. فَلَسْنَا نُعَرِّجُ عَلَى حَدِيثِهِمْ وَلاَ نَتَشَاغَلُ بِهِ لأَنَّ حُكْمَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالَّذِى نَعْرِفُ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِى قَبُولِ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ الْمُحَدِّثُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ قَدْ شَارَكَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ فِى بَعْضِ مَا رَوَوْا وَأَمْعَنَ فِى ذَلِكَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ لَهُمْ فَإِذَا وُجِدَ كَذَلِكَ ثُمَّ زَادَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا لَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ قُبِلَتْ زِيَادَتُهُ.
فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِىِّ فِى جَلاَلَتِهِ وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِى أَكْثَرِهِ فَيَرْوِى عَنْهُمَا أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِى الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
فالحديث ليس ضعيفا في أقل مراتب الضعف بل هو منكر.
ولذا سألتك
[/B قال:
محمد بن عبدالله بن محمد;146006]ثم تساؤل آخر:
إن كان هذا الرجل كما وصفتَ، فالأولى به عند الإمام مسلم ألا يكون من الصنف الثاني، بل هو أقرب للمنكر، والأصل ألا يعرج على ما ينفرد به، كما هو منهجه، فهو من قبيل المنكر الذي ذكره آخرا، ووصفه بقوله: (فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ... فَيَرْوِى عَنْهُمَا أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِى الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
فإن كان غير جائر قبول حديثه فكيف يخدعنا الإمام مسلم –وحاشاه ذلك، رحمه الله-، فيروي حديثه؟.

ثم إني استفسرت منك، هل وافقك أحدٌ على ما جئت به، أم هذه بدعة ابتدعتها
[/B قال:
محمد بن عبدالله بن محمد;146006]رابعا:
ما هو حكم من وقفت عليه من أئمة العلل الذي تكلموا على صحيح مسلم عن هذا الحديث؟
هل استدركوا أو استشكلوه عليه أم ماذا؟

فلم تجب عن هذه الأسئلة إجابة علمية، وتركتَها، وعُدَّنِي جاهلا، فَبَسِّطْ لي هذه المعلومات أنا وغيري حتى نعقلها، أم تريد أن نسلم لك خيالاتك على أنه حقائق وبراهين.

وكنت أظنك قد تتبعتَ كلامَ العلماءِ حتى وقفتَ على حال على هذا الرجل.
ففجعتُ حين رأيتُك حكمت عليه قبل أن تتتبع كلام العلماء.
وفجعتُ أعظم منها حينما رأيتك لم تفهم مصطلحاتهم في الجرح والتعديل وأنت تزعم أنَّ تخصصك علم مصطلح الحديث.


ومع هذا سأطبق لك على هذا الحديث مما يدلك على قلة بضاعتك في الحديث، وتجرؤك على الحديث وأهله، وأسأل الله القدير أن يمن عليك بالهداية والتوفيق، وأن ترجع عما تقترفه في حق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فاستمع جيدا فسأحدثك عن بعض هذا العلم، دفاعا عنهم رضي الله عنهم أجمعين:

فأولاً لا بد لك من مقدمة في معرفة مصطلحات الأئمة في الجرح والتعديل، وسأكتفي لك هنا بما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 37) -ونقله عنه ابن الصلاح معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 122)، والنووي وأئمة هذا الفن وزادوا عليه-:
(قال أبو محمد فقد أخبر أن الناقلة للآثار والمقبولين على منازل وأن أهل المنزلة الأعلى الثقات، وأن أهل المنزلة الثانية أهل الصدق والأمانة.
ووجدتُ الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى:
وإذا قيل للواحد إنه ثقة أو متقن ثبت: فهو ممن يحتج بحديثه.
وإذا قيل له صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به: فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية.
وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة، يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية.
وإذا قيل صالح الحديث: فإنه يكتب حديثه للاعتبار.
واذا أجابوا في الرجل بلين الحديث: فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه اعتبارا.
وإذا قالوا ليس بقوي: فهو بمنزلة الأولى في كتبة حديثه إلا إنه دونه.
وإذا قالوا ضعيف الحديث فهو دون الثاني لا يطرح حديثه بل يعتبر به.
وإذا قالوا متروك الحديث أو ذاهب الحديث أو كذاب فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه وهي المنزلة الرابعة). اهـ

ولذلك قال الذهبي في مقدمة مغنيه: (وَكَذَا لم أذكر فِيهِ من قيل فِيهِ: مَحَله الصدْق، وَلَا من قيل فِيهِ: يكْتب حَدِيثه، وَلَا من: لَا بَأْس بِهِ، وَلَا من قيل فِيهِ: هُوَ شيخ، أَو هُوَ صَالح الحَدِيث، فَإِن هَذَا بَاب تَعْدِيل).اهـ

وقال أيضا في الموقظة في علم مصطلح الحديث (ص: 81): (ومِن الثقات الذين لم يُخْرَجْ لهم في "الصحيحين" خَلْقٌ، مِنهم:...
وقد قيل في بعضهم: "فلانٌ ثقة"، "فلان صدوق"، "فلان لا بأس به"، "فلان ليس به بأس"، "فلان محلُّه الصدق"، "فلان شيخ"، "فلان مستور"، "فلان رَوَى عنه شعبة، أو مالك، أو يحيى". وأمثالُ ذلك، كـ: "فُلان حسَنُ الحديث"، "فلانٌ صالحُ الحديث"، "فلانٌ صدوقٌ إن شاء الله".
فهذه العبارات كلُّها جيَّدة، ليسَتْ مُضعِّفةً لحالِ الشيخ. نعم، ولا مُرَقِّيةً لحديِثه إلى درجة الصِّحَّةِ الكاملةِ المتفَقِ عليها، لكنْ كثيرٌ مِمَّن ذَكَرْنا مُتَجَاذَبٌ بين الاحتجاجِ به وعَدَمِه...
والكلامُ في الرُّواة يَحتاجُ إلى وَرَعٍ تامّ، وبَراءةٍ مِن الهوى والمَيْل، وخِبرةٍ كاملةٍ بالحديثِ، وعِلَلِه، ورجالِه.
ثم نحن نفتَقِرُ إلى تحرير عباراتِ التعديلِ والجرح، وما بين ذلك مِن العباراتِ المُتَجَاذَبَة.
ثم أهَمُّ مِن ذلك، أن نَعلمَ بالاستقراءِ التامِّ عُرْفَ ذلك الإمامِ الجِهْبِذ، واصطلاحَه، ومقاصِدَه، بعباراتِه الكثيرة) اهـ.

فاستحضر هذه جيدًا.


وثانيا: لا بد من ترجمة لهذا الراوي، وهو:
أبو حمزة، عمران بن أبي عطاء، الواسطي، القصاب، ويقال: القصبي، بياع القصب، الأسدي.
عُمِّرَ دهرا
روى عن ابن عباس وأنس وابن الحنفية وعن أبيه
روى عنه الثوري وشعبة وأبو عوانة وهشيم ويونس بن عبيد وسويد بن عبدالعزيز والخليل بن جويرية.
روى له البخاري في كتاب رفع اليدين في الصلاة وفي الأدب، ومسلم، وأبو جعفر الطحاوي.


وثالثا: معرفة مَنْ وَثَّقه أو ضعفه:
من عده في المرتبة الأولى من مراتب ابن أبي حاتم:
1)شعبة:
شبعة لا يروي إلا عن الثقات، وهذا مشهور عنه في كتب الرجال ومصطلح الحديث
قال ابن حجر في مقدمة تهذيب التهذيب (1/ 4): (وإن كانت طويلة اقتصرت على من عليه رقم الشيخين مع ذكر جماعة غيرهم, ولا أعدل عن ذلك إلا لمصلحة, مثل أن يكون الرجل قد عرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة, فإنني أذكر جميع شيوخه أو أكثرهم, كشعبة ومالك وغيرهما,...).
ثم ذكر في أسماء شيوخ شعبة تهذيب التهذيب (4/ 343): أبا حمزة القصاب.
ومر عليك قولُ الذهبي من ألفاظ التعديل: (فلان روى عنه شعبة).

2)يحيى بن معين:
حدث هو عن هشيم وشعبة وأبو عوانة عن أبي حمزة، تاريخ ابن معين - رواية ابن محرز (1/ 119)
وجعله في المرتبة الأولى من مراتب التوثيق التي مرت، فقال:
ثِقَةٌ. "الجرح والتعديل" 6/ 302، الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (4/ 37)، تاريخ الإسلام ت تدمري (8/ 276، 512)، سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 243).
وقال أيضا: ليس به بأسٌ تاريخ ابن معين - رواية ابن محرز (1/ 92).
ولعلك تغتر فتقول: (ليس به بأس) ليست من المرتبة الأولى، فأجيبك بأن ابن معين إذا وصف الرجل بهذه الصفة فكأنه قال: (ثقة)؛ فإنَّ ابنَ أبي خَيْثَمَةَ قال: قلتُ ليحيى بنِ مَعِينٍ: إنَّكَ تقولُ: فلانٌ ليس بِهِ بَأْسٌ، وفلانٌ ضعيفٌ، قالَ: إذا قلتُ لكَ: ليس به بأْسٌ، فهو ثقةٌ، وإذا قلتُ لكَ: هو ضعيفٌ، فليسَ هو بثقةٍ لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت عتر (ص: 125)، شرح التبصرة والتذكرة ألفية العراقي (1/ 373).

3)ابن حبان:
عده من الثقات، الثقات لابن حبان (5/ 218)

4)ابن شاهين ت 385 هـ:
واسطي ثِقَة، تاريخ أسماء الثقات له (ص: 177)

5)ابن نمير:
قال ابن خلفون عن ابن نمير أنه وَثَّقَه، تهذيب التهذيب (8/ 136)

من عده في المرتبة الثانية من مراتب ابن أبي حاتم:
1) الإمام أحمد:

ليس به بأس، العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (2/ 481)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 302)، تهذيب التهذيب (8/ 135)
صالح الحديث، العلل ومعرفة الرجال (3/ 124)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 302)، الضعفاء للعقيلي (4/ 356)، تهذيب التهذيب (8/ 135).
وقد حكى (الْمَرُّوْذِيُّ قالَ: سألتُ أبا عبدِاللهِ - يعني: أحمدَ بنَ حنبلٍ - عبدُالوهابِ بنُ عطاء ثقةٌ؟ قالَ: تدري ما الثِّقَةُ؟! إِنمّا الثِّقَةُ يَحْيَى بنُ سعيدٍ القطانُ) شرح التبصرة والتذكرة ألفية العراقي (1/ 373).
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/ 412) في ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب المغازي، قال: (وقد وثقه جماعة: قال أحمد: هو حسن الحديث. وقال مرة: يكتب من حديثه هذه الأحاديث (كأنه) يعني المغازي. وقال مرة: هو صالح الحديث، وأحتج به أنا أيضا).
فتلخص لك من هذا كله احتجاج الإمام أحمد بأبي حمزة، وأنه في أسوأ أحواله عنده في المرتبة الثانية من مراتب التعديل التي ذكرها ابن أبي حاتم.
تنبيه: وصف الإمام أحمد أبا حمزة بأنه لا بأس به، أو صالح الحديث، هو الموجود في كتابه معرفة العلل والرجال، ونقله علماء الجرح والتعديل في كتبهم، وانفرد ابن المبرد بنقل تضعيفه عن الإمام، فقال عن المروذي: سألته عنه، فقال: ليس بذاك وضعفه، بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم لابن المبرد الحنبلي (ص: 121).
ولم أعثر عليه في كتاب العلل برواية المروذي، ولعله أبا حمزة القصاب ميمون صاحب إبراهيم متأخر عن هذا، وربما التبس على ابن المبرد رحمه الله والله أعلم.

2) أبو حاتم:
ليس بقوي، "الجرح والتعديل" 6/ 302، ميزان الاعتدال (3/ 239).
وقد توهمتَ أنَّ هذا من ألفاظِ الجرحِ عنده، وليس كذلك، فقد قال الذهبي في الموقظة في علم مصطلح الحديث (ص: 83): (وبالاستقراء إذا قال أبو حاتم: "ليس بالقويّ"، يُريد بها: أنَّ هذا الشيخ لم يَبلُغ درَجَة القويِّ الثَّبْت).
أي أنه لم يبلغ المرتبة الأولى من مراتب التعديل التي ذكرها ابنه، فربما كان من المرتبة الثانية كما يفهم من كلام الذهبي.

3) الذهبي:
قَلِيْلُ الحَدِيْثِ، صَدُوْقٌ، سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 387)

4) ابن حجر:
صدوق، له أوهام، تقريب التهذيب (ص: 430).
وكأن انفراده بوصف الأوهام مأخوذ من وصف العقيلي له، وسيأتيك ما يرد على العقيلي قوله.

من ضعفه:
المرتبة الأولى من مراتب الجرح عند ابن أبي حاتم:
1)أبو زرعة الرازي:

بصري لين، "الجرح والتعديل" 6/ 302، تاريخ الإسلام ت تدمري (8/ 512)، سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 387)، المغني في الضعفاء (2/ 479).

2)النسائي:
لين، سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 387)
ليس بقوي، ميزان الاعتدال (3/ 239)، تهذيب التهذيب (8/ 135)
قال الذهبي في الموقظة في علم مصطلح الحديث (ص: 82): (وهذا النَّسائيُّ قد قال في عِدَّةٍ: "ليس بالقويّ"، ويُخرِجُ لهم في كتابه. قال: "قولُنا: (ليس بالقوي) ليس بجَرْحٍ مُفْسِدٍ").

المرتبة الثانية من مراتب تضعيف ابن أبي حاتم:
1)الدارقطني:
واسطي وليس بالقوي، سؤالات البرقاني (ص: 74).

2)العقيلي:
لا يُتابَع على حَديثه، ولا يُعرَف إِلاَّ به، الضعفاء للعقيلي (4/ 356).
وذكر عن سُفيان أنه قال: قَدِم عَلَينا أَبو حَمزة صاحِب ابن عَباس, فَلَم آتِهِ، الضعفاء للعقيلي (4/ 356).
وهذا يبطله روايته عنه كما أثبتها الأئمة الحفاظـ: التاريخ الأوسط للبخاري (2/ 13)، الجرح والتعديل" 6/ 302، تاريخ الإسلام ت تدمري (8/ 512) وغيرها.
وأما قوله: (لا يتابع عليه)، فلا يُسَلَّمُ لك أنه جرحٌ مقبولٌ فقد قال ابن حجر في فتح الباري (1/ 394): (وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع فِي حَدِيثه وَتعقب ذَلِك أَبُو الْحسن بن الْقطَّان بِأَن ذَلِك لَا يضرّهُ إِلَّا إِذا كثر مِنْهُ رِوَايَة الْمَنَاكِير وَمُخَالفَة الثِّقَات وَهُوَ كَمَا قَالَ) اهـ.
وفي تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (1/ 281): (وَقَعَ فِي عِبَارَتِهِمْ: أَنْكَرُ مَا رَوَاهُ فُلَانٌ كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ ضَعِيفًا، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ أَنْكَرُ مَا رَوَى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأُمَّةٍ خَيْرًا قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا». قَالَ: وَهَذَا طَرِيقٌ حَسَنٌ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَقَدْ أَدْخَلَهُ قَوْمٌ فِي صِحَاحِهِمْ. انْتَهَى. وَالْحَدِيثُ فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ") اهـ.
فأنت ترى ابن عدي أنكر هذا الحديث، وحسّن رواته، ولذا قال اللكنوي في الرفع والتكميل (ص: 210): (قلت: فَعَلَيْك يَا من ينْتَفع من ميزَان الِاعْتِدَال وَغَيره من كتب أسماء الرِّجَال ألا تغتر بِلَفْظ الإنكار الَّذِي تَجدهُ مَنْقُولًا من أهل النَّقْد فِي الأسفار، بل يجب عَلَيْك أن تثبت وتفهم...
وأن تفرق بَين رَوَى الْمَنَاكِير، أَوْ يروي الْمَنَاكِير، اَوْ فِي حَدِيثه نَكَارَة وَنَحْو ذَلِك، وَبَين قَوْلهم: مُنكر الحَدِيث وَنَحْو ذَلِك: بَأن الْعبارَات الأولى لَا تَقْدَحُ الرَّاوِي قدحا يُعْتد بِهِ، والاخرى تجرحه جرحا معتدا بِهِ.
وألا تبادر بِحكم ضعف الرَّاوِي بِوُجُود أنكر مَا روى فِي حق رِوَايَته فِي الْكَامِل وَالْمِيزَان وَنَحْوهمَا فانهم يطلقون هَذَا اللَّفْظ على الحَدِيث الْحسن وَالصَّحِيح أيضا بِمُجَرَّد تفرُّد راويتها).
وفي الخلاصة في علم الجرح والتعديل (1/ 490): (وتبعه –أي البخاريَّ- على استعمالها العقيليُّ، وأطلقها على جماعة من الرواة هم بهذه المثابة.
لكنه ذكر بعض الثقات أيضاً، وقال فيهم مثل ذلك، وربما أورد الحديث مما يعنيه أن ذلك الراوي لم يتابع عليه.
فقالها مثلاً في سعد بن طارق الأشجعي، وسلام بن سليمان أبي المنذر، وعقبة بن خالد السَّكونيِّ، ويحيى بن عثمان الحربي، وغيرهم، وهؤلاء ثقات، والتفرد لا يضر في قبول ما رووا.
وقال في (عبدالله بن خَيرانَ البغدادي): "لا يتابع على حديثه"، فتعقَّبه الخطيب فقال: "قد اعتبرت من رواياته أحاديث كثيرة، فوجدتُها مستقيمة تدل على ثقته".
فمثل هذا من العُقيلي يتثبَّت فيه، ولا يُسلَّم ابتداء كسبب في رد حديث الموصوف به).

ولتعنُّت العقيلي في الجرح، ولقولِه (لا يتابع عليه) حتى تناول الثقات المتقنين: انتقده الحافظ الذهبي، نقدا شديدا فقال في ميزان الاعتدال (3/ 140) في ترجمة المديني: (أفما لك عقل يا عقيلي، أتدرى فيمن تتكلم، وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط؛ لنذب عنهم، ولنزيف ما قيل فيهم، كأنك لا تدرى أنّ كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات، بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك، فهذا مما لا يرتاب فيه محدث، وأنا أشتهى أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط ولا انفرد بما لا يتابع عليه، بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الاثر، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها، اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشيء فيعرف ذلك، فانظر أول شيء إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبار والصغار، ما فيهم أحد إلا وقد انفرد بسنة، فيقال له: هذا الحديث لا يتابع عليه، وكذلك التابعون، كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم، وما الغرض هذا، فإن هذا مقرر على ما ينبغي في علم الحديث.
وإن تفرد الثقة المتقن يعد صحيحا غريبا.
وإن تفرد الصدوق ومَنْ دُونه يُعَدُّ مُنْكَرًا.
وإن إكثار الراوي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظا أو إسنادا يصيره متروك الحديث.
ثم ما كل أحد فيه بدعة أو له هفوة أو ذنوب يقدح فيه بما يوهن حديثه، ولا من شرط الثقة أن يكون معصوما من الخطايا والخطأ، ولكن فائدة ذكرنا كثيرا من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة أو لهم أوهام يسيرة في سعة علمهم أن يعرف أن غيرهم أرجح منهم، وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم، فزن الأشياء بالعدل والورع). اهـ.
فأقول لك: انفراد أبي حمزة بهذا الحديث إما صحيح غريب وإما منكر، والمنكر مخالف لمنهج مسلم رحمه الله تعالى، فلم يبقَ لك إلا أن تقول إن هذا الرجل عند مسلم ثقةٌ.

المرتبة الثالثة من مراتب تضعيف ابن أبي حاتم:
1)أبو داود:
انفردوا بالنقل عنه فقالوا: وقال في موضع آخر: أبو حمزة عمران بن أبي عطاء يقال له عمران الجلاب، ليس بذاك، هو ضعيف. تهذيب الكمال في أسماء الرجال (22/ 343)، ميزان الاعتدال (3/ 239)، تهذيب التهذيب (8/ 136).
لكن الموجود في سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل (ص: 294): (سمعت أبا دَاوُد يَقُول: "رَوى أَبُو عوانة أَكْثَر من ستين حَدِيثًا عَنْهُ يَعْنِي أبا حَمزة القَصَّاب، وَرَوَى أَبُو عوانة عَن أَبِي جَمْرَةَ أراه حَدِيثًا واحدًا".
قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ عِمرانُ بْن أَبِي عَطَاء، وأبو جمرة نَصر بْن عِمران).
هكذا هو الموجود في سؤالات الآجري، ولم أجد ما نقلوه عنه فيه، فإن وقفت عليه فدلني عليه مشكورا.



وخلاصة حاله: من جعله في:
المرتبة الأولى من مراتب التوثيق: شعبة، ابن معين، ابن حبان، ابن شاهين، ابن نمير
مع ملاحظة تشدد ابن معين في التوثيق.
المرتبة الثانية منها: الإمام أحمد، أبو حاتم، الذهبي، ابن حجر.
المرتبة الأولى من مراتب الجرح: أبو زرعة، النسائي.
المرتبة الثانية منها: الدارقطني، العقيلي ورد عليه.
المرتبة الثالثة منها: أبو داود، وتضعيفه لم يعثر عليه في كتابه.


عدد مَن وَثَّقه أكثر مع شدة بعضهم كشعبة وابن معين
مَن ضعَّفه: لم يفسر سبب ذلك، مع تشدد بعضهم في التعديل، ومن فسر كالعقيلي رد عليه.

ولذا قيل لك:
[/B قال:
عبدالله عبدالرحمن الأسلمي;142076]قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1 / 164) حديث رقم (82) بعد ذكره للحديث الذي ضَعَّفته أخي عيد : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وفي أبي حمزة القصاب واسمه عمران بن أبي عطاء كلام من بعضهم لا يضره، فقد وثقه جماعة من الأئمة، منهم أحمد وابن معين وغيرهما، ومن ضعفه لم يبين السبب، فهو جرح مبهم غير مقبول، وكأنه لذلك احتج به مسلم، وأخرج له هذا الحديث في صحيحه.

وأخيرا:
ليس في الحديث طَعْنًا في معاوية رضي الله عنه، بل هو من علامات النبوة.
وفيه مفخرة له، ركبها الإمام مسلم نفسه، فكيف يركب مفخرة من حديث ضعيف في كتابه جعله في الصحيح؟!


وأعتذر عن الإطالة، إلا أن المقام أوجب ذلك، لا سيما وللأخ عدة كتابات، فإذا رؤيت هذه الأخطاء حُذِر من بقيت كتاباته في مثل هذا المجال.
والله أعلم
 
أعلى