عبد الرحمن بن عمر آل زعتري
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 يونيو 2008
- المشاركات
- 1,762
- الإقامة
- ألمانيا
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- أصول الفقه
- الدولة
- ألمانيا
- المدينة
- مونستر
- المذهب الفقهي
- لا مذهب بعينه
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله ناصر الحق ومتبعيه داحض الباطل ومبتدعيه مبين الأدلة على ألسنة رسله ومظهر الأعلام على واضح سؤله ليتذكر بها اولوا الألباب ويتوصل بها إلى نهج الصواب ويلجأ إليها عند اعتراض الشبه ويتمسك بها عند تفرق السبل ويدعى إليها من ترجى إنابته ويستشهد بها على من تيقنت معاندته حمدا أستمد به هدايته وأستوهب به حفظه ورعايته{من كتاب المنهاج للباجي} ...
وصلى الله على النبي الأكرم محمد وعلى آله وصحبه ...
أما بعد:
فقد اطلعت في منتدى من المنتديات على كلام لأحد الأخوة أساء فيه للبدر المنير الإمام الجليل محمد بن إسماعيل الصنعاني , ولم يوفه حقه وظلمه , وغلط عليه ...
ولا سبب لهذه "الخطيئة" إلا أنه لم يرقه كتاب الإمام الصنعاني الموسوم بمزالق الأصوليين ...
فكان الجزاء أن قال : كان يجب أن يسمى مزالق الصنعاني ...
######## حرر من قبل المشرف ##########
وقد برهن هذا الرجل –غفر الله له- عن سبب ما قال فجاء بما هو أشنع وأمعن فيما هو أفضع ظنا منه أنه قد استدل وأصاب ومازاد في الحقيقة على أن ضخم ذنبه ...
قد قال في معنى وجملة ما قال : إن الأصوليين أهل تحرير وتدقيق وأهل فهم ونظر وما فعلوا ما فعلوه إلا بعلم فلا يصح للصنعاني أن يعترض بهذه الإعتراضات ...
أقول : ليس في كتاب الصنعاني رضي الله عنه ما يشين أبدا...
فقد بدأ رحمه الله تعالى كتابه بذكر فوائد علم الأصول , وأنه "أنفع العلوم وأجلها وأوسعها , يحتاج إليه طالب النجاة , أنه زمام الفقه , وأصل الفروع ومحك المجتهدين وخادم الكتاب والسنة"
ثم ذكر أن أول ما يحتاجه طالب هذا الفن هو الإخلاص لكي يحصل الحق وذلك بأن " ولا يميل إلى جهة حتى يصل إلى حقائقها وينظر مزالقها , فإن الفن قد شحن بعدة مقالات تعز معرفة الحق الذي لا شبهة فيه معها وهذا دون معرفته شدائد"
ثم ذكر أن من مزالق الفن هو تلك الخلافات والتشعبات الحاصلة في مسائله لاسيما في مقدماته " ومن مزالق الفن : اختلال كثير من قواعده حتى ترى القاعدة الواحدة قد اختلفت من وجوه فيذهل الطالب جمع الوجوه وتشتتها عن تقرير القاعدة فضلا عن الإختلالات التي تطرقها وهذا القدر يجده الإنسان في مستهل الفن .
وربما قد اختلطت المزالق في فن واحد فكان الخطب أشد ولذا قيل : إن فن الأصول أصعب الفنون.
وإذا تأمل الناظر تباين آراء الجهابذة في حد العلم استغاث بالله عز وجل"
قلت: قد صدق الإمام رحمه الله فإنك لو رجعت إلى كتاب إرشاد الفحول ورايت ما ذكره شيخ الإسلام الشوكاني في حدود الحد لوجدتها عشرة وزاد الإمام الشوكاني الحادي عشر واختاره ...
وكل حد من الحدود لم يسلم من اعتراض بل اعتراضات ...
بل إنك لتجد قبل الوصول إلى حدوده اختلافا في إمكانية حده !!!
وهذه من الغرائب العجائب , إذ متى كان العلم النافع بهذا التعقيد ...
أضف إلى ذلك أن هذه الخلافات غير بريئة إطلاقا , وذلك أنه قد تحكم في هذه الخلافات العنصر الهيليني , ومن أراد التأكد فليراجع كتاب " منهج البحث عند مفكري الإسلام"
ومن ذلك قول الجويني : إن الحد لاينال إلا بالقسمة والمثال ..فإن هذا الرأي من الآراء الأفلاطونية ...ورفضها أرسطو بقوة وأخذ بالتركيب وتابعه عليها بعض الإسلاميين وترى ذا الخلاف مبسوطا في كتاب البحر المحيط للزركشي...
وكذلك حدهم للعلم فبعضهم نحا منحى أرسطيا خالصا وبعضهم اتجه صوب الرواقيين...
وبهذا يكون قد ظهر لك هنا الباطل الذي ملئت به كتب الأصوليين وتابعهم عليها "الجمهور" ظنا انها جزء من الأصول , وماهي كذلك ...والدليل كتب السلف الأصولية فلم نكن نجد فيها هذه الكثرة الكاثرة من الكلام من دون فائدة تذكر ...
وما ولع الأصوليين بالإعتراض إلا من هذا الباب...
ولذلك تعرف صدق من قال : "كلام السلف قليل وخيره كثير وكلام الخلف كثير ولابركة فيه"
ثم عرج الإمام رحمه الله تعالى على المزلق الثاني : وهو "أنه قد قرب جماعة للطلبة الفن وألفوا كتبا مجردة عن الأدلة"
ويبدو واضحا انه يقصد المختصرات التي ألفها أهل العلم رغبة في تقريب الفن إلى الطلبة فجزاهم الله خيرا ...لكن لما كانت تآليفهم مجردهم عن الدليل خلف من بعدهم خلف أضاعوا قصد
أصحاب هذه المختصرات ...
وجعلوها غاية في حد ذاتها !!!!
ولذلك دخل المسلمون عصر الإنحطاط لما بدأنا لا نحسن شيئا سوى اجترار المتون والمنظومات....
وهذا مالا يجادل فيه أحد أبدا....
والمفسدة الثانية من مفاسد هذه المنظومات – ونحن هنا لا ننكر فضلها إن درست بالشكل المطلوب ولم تجعل غاية في نفسها –
أقول مفسدتها الثانية :
" فيقرأ طالب العلم ذلك الكتاب ثم ترسم معانيه وقواعده عنده ويجزم أنها الحق فتراه يتعصب مع أهل تلك المقالة جزافا"
وهذه مفسدة لا يجادل في ضررها أحد ...لما تفضي إليه من العصبية والتباغض بين المسلمين ..وغياب فقه البرهان الذي هو عز المسلمين وسر قوتهم في العلوم الشرعية والتجريبية على السواء.
الحمد لله ناصر الحق ومتبعيه داحض الباطل ومبتدعيه مبين الأدلة على ألسنة رسله ومظهر الأعلام على واضح سؤله ليتذكر بها اولوا الألباب ويتوصل بها إلى نهج الصواب ويلجأ إليها عند اعتراض الشبه ويتمسك بها عند تفرق السبل ويدعى إليها من ترجى إنابته ويستشهد بها على من تيقنت معاندته حمدا أستمد به هدايته وأستوهب به حفظه ورعايته{من كتاب المنهاج للباجي} ...
وصلى الله على النبي الأكرم محمد وعلى آله وصحبه ...
أما بعد:
فقد اطلعت في منتدى من المنتديات على كلام لأحد الأخوة أساء فيه للبدر المنير الإمام الجليل محمد بن إسماعيل الصنعاني , ولم يوفه حقه وظلمه , وغلط عليه ...
ولا سبب لهذه "الخطيئة" إلا أنه لم يرقه كتاب الإمام الصنعاني الموسوم بمزالق الأصوليين ...
فكان الجزاء أن قال : كان يجب أن يسمى مزالق الصنعاني ...
######## حرر من قبل المشرف ##########
وقد برهن هذا الرجل –غفر الله له- عن سبب ما قال فجاء بما هو أشنع وأمعن فيما هو أفضع ظنا منه أنه قد استدل وأصاب ومازاد في الحقيقة على أن ضخم ذنبه ...
قد قال في معنى وجملة ما قال : إن الأصوليين أهل تحرير وتدقيق وأهل فهم ونظر وما فعلوا ما فعلوه إلا بعلم فلا يصح للصنعاني أن يعترض بهذه الإعتراضات ...
أقول : ليس في كتاب الصنعاني رضي الله عنه ما يشين أبدا...
فقد بدأ رحمه الله تعالى كتابه بذكر فوائد علم الأصول , وأنه "أنفع العلوم وأجلها وأوسعها , يحتاج إليه طالب النجاة , أنه زمام الفقه , وأصل الفروع ومحك المجتهدين وخادم الكتاب والسنة"
ثم ذكر أن أول ما يحتاجه طالب هذا الفن هو الإخلاص لكي يحصل الحق وذلك بأن " ولا يميل إلى جهة حتى يصل إلى حقائقها وينظر مزالقها , فإن الفن قد شحن بعدة مقالات تعز معرفة الحق الذي لا شبهة فيه معها وهذا دون معرفته شدائد"
ثم ذكر أن من مزالق الفن هو تلك الخلافات والتشعبات الحاصلة في مسائله لاسيما في مقدماته " ومن مزالق الفن : اختلال كثير من قواعده حتى ترى القاعدة الواحدة قد اختلفت من وجوه فيذهل الطالب جمع الوجوه وتشتتها عن تقرير القاعدة فضلا عن الإختلالات التي تطرقها وهذا القدر يجده الإنسان في مستهل الفن .
وربما قد اختلطت المزالق في فن واحد فكان الخطب أشد ولذا قيل : إن فن الأصول أصعب الفنون.
وإذا تأمل الناظر تباين آراء الجهابذة في حد العلم استغاث بالله عز وجل"
قلت: قد صدق الإمام رحمه الله فإنك لو رجعت إلى كتاب إرشاد الفحول ورايت ما ذكره شيخ الإسلام الشوكاني في حدود الحد لوجدتها عشرة وزاد الإمام الشوكاني الحادي عشر واختاره ...
وكل حد من الحدود لم يسلم من اعتراض بل اعتراضات ...
بل إنك لتجد قبل الوصول إلى حدوده اختلافا في إمكانية حده !!!
وهذه من الغرائب العجائب , إذ متى كان العلم النافع بهذا التعقيد ...
أضف إلى ذلك أن هذه الخلافات غير بريئة إطلاقا , وذلك أنه قد تحكم في هذه الخلافات العنصر الهيليني , ومن أراد التأكد فليراجع كتاب " منهج البحث عند مفكري الإسلام"
ومن ذلك قول الجويني : إن الحد لاينال إلا بالقسمة والمثال ..فإن هذا الرأي من الآراء الأفلاطونية ...ورفضها أرسطو بقوة وأخذ بالتركيب وتابعه عليها بعض الإسلاميين وترى ذا الخلاف مبسوطا في كتاب البحر المحيط للزركشي...
وكذلك حدهم للعلم فبعضهم نحا منحى أرسطيا خالصا وبعضهم اتجه صوب الرواقيين...
وبهذا يكون قد ظهر لك هنا الباطل الذي ملئت به كتب الأصوليين وتابعهم عليها "الجمهور" ظنا انها جزء من الأصول , وماهي كذلك ...والدليل كتب السلف الأصولية فلم نكن نجد فيها هذه الكثرة الكاثرة من الكلام من دون فائدة تذكر ...
وما ولع الأصوليين بالإعتراض إلا من هذا الباب...
ولذلك تعرف صدق من قال : "كلام السلف قليل وخيره كثير وكلام الخلف كثير ولابركة فيه"
ثم عرج الإمام رحمه الله تعالى على المزلق الثاني : وهو "أنه قد قرب جماعة للطلبة الفن وألفوا كتبا مجردة عن الأدلة"
ويبدو واضحا انه يقصد المختصرات التي ألفها أهل العلم رغبة في تقريب الفن إلى الطلبة فجزاهم الله خيرا ...لكن لما كانت تآليفهم مجردهم عن الدليل خلف من بعدهم خلف أضاعوا قصد
أصحاب هذه المختصرات ...
وجعلوها غاية في حد ذاتها !!!!
ولذلك دخل المسلمون عصر الإنحطاط لما بدأنا لا نحسن شيئا سوى اجترار المتون والمنظومات....
وهذا مالا يجادل فيه أحد أبدا....
والمفسدة الثانية من مفاسد هذه المنظومات – ونحن هنا لا ننكر فضلها إن درست بالشكل المطلوب ولم تجعل غاية في نفسها –
أقول مفسدتها الثانية :
" فيقرأ طالب العلم ذلك الكتاب ثم ترسم معانيه وقواعده عنده ويجزم أنها الحق فتراه يتعصب مع أهل تلك المقالة جزافا"
وهذه مفسدة لا يجادل في ضررها أحد ...لما تفضي إليه من العصبية والتباغض بين المسلمين ..وغياب فقه البرهان الذي هو عز المسلمين وسر قوتهم في العلوم الشرعية والتجريبية على السواء.
والمصيبة التي لاجابر لها أن:
" أكثر من يدعي العلم ويأخذ عن العلماء من هو بهذه المثابة ومن هنا تتأسس العداوات"
ثم ذكر الصنعاني رحمه الله تعالى مزلقا آخر وهو:
": ذكر مباحث واسعة جدا تمضي فيها أوقات جليلة وإذا تأمل الكامل وجد البحث عنها إنما هو مجرد إضاعة وقت بالنسبة إلى طالب العلم فإن ذكرهم نبذة من علم الميزان في أول كل كتاب في الغالب يحتاج إلى مزاولة وتحقيق وبحث ولا يترتب عليه بعد ذلك حكم يوجب استفراغ الوسع فيه وبذل الجهد ومسائل في مبادئ الفن كذلك .
قلت : هذا مشاهد لا غبار عليه ...ألاترى إلى مبحث اللغات وهل هي توقيفية ...ألا ترى إلى المباحث العقدية التي ألحقت بالأصول , ولايترتب عليها عمل ...بل يترتب عليها وزر...
ألا ترى إلى البدع الصريحة التي تغص بها كتب الأصول...
ألا ترى كل ذلك...
ثم إن ماصنعه الغزالي رحمه الله تعالى من إلحاق المقدمة المنطقية بكتابه وتابعه عليها خلق من أهل العلم...
مما يتعب الطلبة ...
وهم في الأصل لا حاجة لهم بها...
فمعظم مباحث أصول الفقه من المسائل المتعلقة بلغة العرب كما قال القرافي والشوكاني ...
فمباحث العموم والتخصيص والمنطوق والمفهوم والمجمل...
كلها مباحث لغوية...
ولا يدرك الحق ولا الصواب فيها إلا بإتقان لغة العرب ..
ولذلك قال الشوكاني :" فإذا اختلف أهل الأصول في شيء من هذه المباحث كان الحق بيد من هو أسعد بلغة العرب"
يتبع....
" أكثر من يدعي العلم ويأخذ عن العلماء من هو بهذه المثابة ومن هنا تتأسس العداوات"
ثم ذكر الصنعاني رحمه الله تعالى مزلقا آخر وهو:
": ذكر مباحث واسعة جدا تمضي فيها أوقات جليلة وإذا تأمل الكامل وجد البحث عنها إنما هو مجرد إضاعة وقت بالنسبة إلى طالب العلم فإن ذكرهم نبذة من علم الميزان في أول كل كتاب في الغالب يحتاج إلى مزاولة وتحقيق وبحث ولا يترتب عليه بعد ذلك حكم يوجب استفراغ الوسع فيه وبذل الجهد ومسائل في مبادئ الفن كذلك .
قلت : هذا مشاهد لا غبار عليه ...ألاترى إلى مبحث اللغات وهل هي توقيفية ...ألا ترى إلى المباحث العقدية التي ألحقت بالأصول , ولايترتب عليها عمل ...بل يترتب عليها وزر...
ألا ترى إلى البدع الصريحة التي تغص بها كتب الأصول...
ألا ترى كل ذلك...
ثم إن ماصنعه الغزالي رحمه الله تعالى من إلحاق المقدمة المنطقية بكتابه وتابعه عليها خلق من أهل العلم...
مما يتعب الطلبة ...
وهم في الأصل لا حاجة لهم بها...
فمعظم مباحث أصول الفقه من المسائل المتعلقة بلغة العرب كما قال القرافي والشوكاني ...
فمباحث العموم والتخصيص والمنطوق والمفهوم والمجمل...
كلها مباحث لغوية...
ولا يدرك الحق ولا الصواب فيها إلا بإتقان لغة العرب ..
ولذلك قال الشوكاني :" فإذا اختلف أهل الأصول في شيء من هذه المباحث كان الحق بيد من هو أسعد بلغة العرب"
يتبع....
التعديل الأخير بواسطة المشرف: