العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التزهيد في أصول الفقه!!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
التزهيد في أصول الفقه!!




للأسف لا زال البعض يزهد في هذا العلم الجليل

فهو علم أكثره غير نافع

وفيه حشو كثير

والاشتغال به مضيعة للزمن

وقد احتله المتكلون فأفسدوه

ويكفي فيه أحد أخصر المختصرات، ولو أمكن عصره بعد لكان أحسن!

ولستُ في مقام بيان فضل هذا العلم، ولكن أكتفي بسؤال واحدٍ، فخير الكلام ما قل ودل:

هبوني عالماً واحداً تضلَّع بعلم الاستنباط، وارتوى بفقه النظر قام على أحد هذه المختصرات الأصولية؟

وقد غدت اليوم هذه المختصرات من كثرتها عيية عن الحصر

وأكثرها قائم على الحذف والاختزال بحجة أن أكثر أصول الفقه فاسد أو مفسد.

فهم حصلوا خيراً ، وتركوا من ورائهم أضعافه.

أما الشروح والحواشي والردود فذاك زمنٌ ولى، له رجاله الذين قضوا





وبالمناسبة أكثر الملاحظات الوجيهة على أصول الفقه إن لم تكن كلها هي تقريباً محل اتفاق بين أهل الأصول.

ومن تقاصرت يده عن العنب فبالله عليه لا يحمِّضه علينا.


وما مثل أصول الفقه إلا كمثل كنز على رأس جبل وعر

فمن تاقت نفسه له ذلَّت نفسه إليه

وهانت في سبيله كل عقبة كؤود...


وما مثل كثير من المعاصرين وتناولهم لأصول الفقه إلا كمثل كنز على رأس جبل وعر

فلعنوا الجبل!

وتركوا الكنز!

وتعلَّلوا بالنظر إليه!

لأن الجبل فيه...

ولأن الجبل منه...

ولأن الجبل عليه...

ولذا فنصيبهم من أصول الفقه اسمه ولونه ولمعانه!

ورضوا بذلك عن حيازة جوهره ومعدنه!

فليشتروا بما حازوا لعلهم يدركوا النائل من الفائت!

وليخبروا المبتاع
عن الجبل ولعنته!

لعله يصدِّقهم فيحسب لهم الفرق

بين الكنز وصورته

وبين الدرهم وصوته
ولئن قلتُ فقد قال ابن دقيق العيد، وهو الفحل الذي لا يقدع أنفه:

"أصول الفقه يقضي ولا يقضى عليه"
 
التعديل الأخير:

ابي حفص المسندي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
1 يناير 2008
المشاركات
77
التخصص
علوم الحديث
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
أهل الحديث والأثر
حفظكم الله شيخنا الحبيب

مقال رائع بصدق

ما أحوجنا للبدء كما بدأ أسلافنا

يأتون الان بالمختصرات وغيرها التي لا تغني بشئ ،الله المستعان

فطالب العلم ولاسيما طالب علم الفقه يبحث ويجول و يتبحر في المطولات ويتظر في أقوال العلماء ، فكيف يستنبط حكما على مختصر ؟؟!!

الله المستعان
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
الشيخ الكريم فؤاد بارك الله فيك
دائماً في هذا المجال اتذكر مقولة " الناس أعداء ما جهلوا "
وأنا لا استغرب أن يخرج مثل هذا من المبتدئين من صغار طلبة العلم البعيدين عن حقيقة علم اصول الفقه الذين حاولوا أحيانا الدخول في غماره ففشلوا ولكني اتعجب أن يخرج هذا الكلام من كبار طلبة العلم في التخصصات الشرعية الأخرى بل ربما خرج ممن هم اقرب التخصصات لأصول الفقه وهم الفقهاء وأنا اعتقد ان هذا الأمر يعود لعدة أسباب منها :
1 - الجهل بحقيقة هذا العلم وأهميته وثمراته - كما سبق - وكون جل علوم الشريعة مرتبطة به .

2 - قلة الجانب التطبيقي لدى كثير من المهتمين بأصول الفقه بل يكتفي كثير منهم بتنظير القواعد وقليل منهم من يخرج الفروع عليها ويكثر من التطبيقات ويربط بين الأصول والفروع ولو أنه ربط بالفروع كما ربطت القواعد الفقهية بها لسهلت كثير من مسائله .

3 - الانشغال بكثير من المسائل المدرجة ضمن اصول الفقه مما لا يحتاج إليها فيه كالمسائل الكلامية والمسائل التي لا ثمرة لها وهي المسائل التي يكون الخلاف فيها لفظياً والمسائل والاقوال الشاذة وكثرة التعريفات التي لا يحتاج إليها حتى تصبه هذه التعريفات مقصدا بدل أن تكون وسيلة للتوضيح والتصور ...

4 - قلة من يتقن هذا الفن ويفهمه فهماً دقيقا ويطرحه بالشكل المقبول الذي يمكن للطلبة فهمه وذلك لأن كثيرا من المهتمين بهذا الفن هم أصلا لم يستوعبوا مسائل هذا الفن وإنما اقتصروا على نقل ما ذكر في كتب الأصوليين بدون تدقيق وتحرير هذا من جهة ، ومن جهة اخرى كثير من المتخصصين في هذا المجال هم متخصصون في جزء دقيق منه وغالب هؤلاء هم في الحقيقة دارسون أكاديميون يقضون فترة طويلة من أعمارهم في مسائل محددة من هذا الفن يدرسونها في رسائل علمية ماجستير ودكتوراه .

5 - طبيعة بلاد المشرق في الجزيرة العربية البسيطة والبعيدة عن الفلسفة وعلم الكلام والمنهج التحليلي غالبا مما يجعل قراءة كتب الأصوليين لا سيما الجمهور من المتكلمين صعبة الفهم فيميل أكثرهم إلى العلوم السهلة التي تعتمد السرد غالبا وتكون سهلة الفهم .
 

حامد الحاتمي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
7 سبتمبر 2008
المشاركات
100
التخصص
طالب
المدينة
مدريد
المذهب الفقهي
مقارن
تسلم يمينكـ أبا فراس ..
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الشيخ الكريم فؤاد بارك الله فيك
دائماً في هذا المجال اتذكر مقولة " الناس أعداء ما جهلوا "
وأنا لا استغرب أن يخرج مثل هذا من المبتدئين من صغار طلبة العلم البعيدين عن حقيقة علم اصول الفقه الذين حاولوا أحيانا الدخول في غماره ففشلوا ولكني اتعجب أن يخرج هذا الكلام من كبار طلبة العلم في التخصصات الشرعية الأخرى بل ربما خرج ممن هم اقرب التخصصات لأصول الفقه وهم الفقهاء وأنا اعتقد ان هذا الأمر يعود لعدة أسباب منها :
1 - الجهل بحقيقة هذا العلم وأهميته وثمراته - كما سبق - وكون جل علوم الشريعة مرتبطة به .

2 - قلة الجانب التطبيقي لدى كثير من المهتمين بأصول الفقه بل يكتفي كثير منهم بتنظير القواعد وقليل منهم من يخرج الفروع عليها ويكثر من التطبيقات ويربط بين الأصول والفروع ولو أنه ربط بالفروع كما ربطت القواعد الفقهية بها لسهلت كثير من مسائله .

3 - الانشغال بكثير من المسائل المدرجة ضمن اصول الفقه مما لا يحتاج إليها فيه كالمسائل الكلامية والمسائل التي لا ثمرة لها وهي المسائل التي يكون الخلاف فيها لفظياً والمسائل والاقوال الشاذة وكثرة التعريفات التي لا يحتاج إليها حتى تصبه هذه التعريفات مقصدا بدل أن تكون وسيلة للتوضيح والتصور ...

4 - قلة من يتقن هذا الفن ويفهمه فهماً دقيقا ويطرحه بالشكل المقبول الذي يمكن للطلبة فهمه وذلك لأن كثيرا من المهتمين بهذا الفن هم أصلا لم يستوعبوا مسائل هذا الفن وإنما اقتصروا على نقل ما ذكر في كتب الأصوليين بدون تدقيق وتحرير هذا من جهة ، ومن جهة اخرى كثير من المتخصصين في هذا المجال هم متخصصون في جزء دقيق منه وغالب هؤلاء هم في الحقيقة دارسون أكاديميون يقضون فترة طويلة من أعمارهم في مسائل محددة من هذا الفن يدرسونها في رسائل علمية ماجستير ودكتوراه .

5 - طبيعة بلاد المشرق في الجزيرة العربية البسيطة والبعيدة عن الفلسفة وعلم الكلام والمنهج التحليلي غالبا مما يجعل قراءة كتب الأصوليين لا سيما الجمهور من المتكلمين صعبة الفهم فيميل أكثرهم إلى العلوم السهلة التي تعتمد السرد غالبا وتكون سهلة الفهم .

بارك الله فيكم وقد أثريتم الموضوع كعادتكم.

وهذه نقاط سريعة في مسالك وأسباب وأعراض التزهيد في أصول الفقه:

· الإعراض عن التوسع في دراسة هذا العلم.


· الإعراض عن التوسع في تدريس هذا العلم.


· صرف الأساتذة تلامذتهم عن التوسع في دراسة هذا العلم.

· الاشتغال بالتصنيف فيه على هيئة الاختصار بحافز رفع المدخول فيه،

أو لأجل تسجيل بعض الإملاءات الأصولية التي ارتضاها المصنف في الأصول،

فرغب في تفريغها في مصنف مستقل، وهي بما يعادل القول الراجح عنده في هذه المسائل.

· كثرة طرق موضوع تجديد أصول الفقه، والتعويل في ذلك على الملاحظات الواقعة في كتب الأصول،

سواء كان ذلك من المتخصصين في الأصول أو لا، من المتخصصين في الشريعة أو لا،

مما ولَّد شعوراً عاماً بانحراف هذا العلم، وأن السلامة منه أولى.

· ظهر أثر ضعف البنية الأصولية في الكتابات المعاصرة على صعد واسعة،

إن كان في التأصيل وإن كان في البناء الفقهي للمسائل، وإن كان في الردود،

وللأسف وقع جماعة من أهل العلم والدين والفضل في بعض ذلك في خضم ردودهم على الأهواء والفساد، وما نصنع مع هؤلاء؟ ما لنا إلا السكوت، ومحاولة تصحيح المسار بمثل هذه الموضوعات.

· التناولان: الظاهري والمقاصدي الغالي، طرفان كلما كانا أكثر التفاتا إلى ما ارتضياه من الوقوف على الظواهر أو الإغراق في المقاصد

كلما كانا أكثر إعراضاً عن الدقائق الأصولية؛

فالتناول الظاهري، تمسك بأحرف القاعدة الأصولية،

والتناول المقاصدي الغالي تمييع للقاعدة الأصولية،

ولذا فالقاعدة الأصولية بدقائقها تفوتهما كثيراً، وهي خاصة الفقهاء من الأصوليين،

كما أن أهل الأصول أنفسهم تفوتهم معانٍ من فقه النصوص في حين تطبيق القاعدة الأصولية؛

بسبب ذهولهم عن آحاد تطبيق القواعد الأصولية في آحاد المسائل الفقهية،

نبه على هذا ابن تيمية، حينما قال إن أحمد والشافعي وإسحاق وأضرابهم كانوا أعلم من هؤلاء المتكلمين المتأخرين؛

لأن الأئمة المتقدمين علاوة على حذقهم للمسائل الأصولية فإن عندهم فضلاً في معرفة أعيانها، وما راء كمن سمع.

· آمل من جميع الإخوة تسجيل ملاحظاتهم، فهي محل اعتبار وتقدير، سواء اتفقنا أو اختلفنا.
 
التعديل الأخير:

أبو علي من الجزائر

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
22 يوليو 2009
المشاركات
3
التخصص
فقه وأصول
المدينة
باتنة
المذهب الفقهي
مالكي
بارك الله فيك أخي.
وجزاك الله خيرا على ما كتبت.
والله خابوا وخسروا.
علا العنقود، فأرادوا تحميضه..
والله من رأى في بعض فتاوى هؤلاء المزهدين لجمع ما يصلح أن يكون ذيلا على أخبار الحمقى والمغفلين.
ذلك أنهم حسبوا أن أمر الفقه هين..
نسأل الله السلامة.​
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
من قواعد العلم : عدم الإحراج بالأسماء المعينة , ويوجد منهم أعداد غفيرة ...ورحم الله الجميع.
 

عبد الحكيم بن الأمين

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
10 مايو 2009
المشاركات
45
هذا من باب العلم و ليس من باب التجريح فربما اسأتم فهم من قال هذا ، و شخصيا لم أسمع بعالم معتبر زهد في هذا العلم و الله أعلم
 
إنضم
27 يوليو 2009
المشاركات
12
التخصص
أنشد الفائدة
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خير ,الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أثنى على كتاب في أصول الفقه وهو مختصر ابن النجار سؤالي هل من العلماء المعاصرين من شرح هذا المتن .
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
وا أسفى على زمن الفوضى العلمية ..
والعجيب أن أحد الذامين لهذا العلم يدعي أنه لم يكن معروفاً عند أهل القرون المفضلة، وما كان كذلك فلا حاجة إليه!!

ووا أسفى ثانيةً عندما يفهم بعض الناس من هذا الطرح أن المختصرات معيبة مطلقاً في الفقه وأصوله.. وأن للمبتدئ أن ينظر في المطولات دونها، وبذا يحصل علماً وافراً!!

اللهم اهدنـا وسددنــا.
 
إنضم
27 يوليو 2009
المشاركات
12
التخصص
أنشد الفائدة
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
هل لقول الأشاعرة أوغيرهم من الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في أصول الفقه فائدة علمية بمعنى أنهم أصابوا وأخطى غيرهم ؟
 
التعديل الأخير:
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
لا يخفى على أحد من العالم أهمية علم أصول الفقه الذي يدل مجرد مفرديه على قواعد الفهم و الاستنباط .
جزاك الله خيرا أخانا الحبيب فؤاد ؛ و أجزل الله لك المثوبة ..
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
238
التخصص
مهندس حاسب
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
هناك اتجاه أخطر بكثير من اتجاه التزهيد في في أصول الفقه.

لأن اتجاه التزهيد في أصول الفقه غاية قوله أنه من تضييع الزمان بلا فائدة، وأن غيره أولى منه، وأن الكتب تطيل في خلافات لفظية لا حقيقة وراءها، ونحو ذلك.

أما الاتجاه الآخر الجديد فهو يدعو إلى إبطال كتب أصول الفقه كلها أو جلها؛ بدعوى أنها مبنية على بدع أشعرية مأخوذة من أصول اعتزالية.

وهذا الكلام لا نستطيع أن ننكر أن فيه شيئا من الحق؛ فلا ينكر أحد أن أكثر من صنف في الأصول أشاعرة، ولا ينكر أحد أن الأشاعرة تأثروا بالمعتزلة، ولا ينكر أحد أثر ذلك في كتب الأصول.

ولكن المستنكر أن يقال إن جل أو غالب ما في كتب الأصول من علوم ومسائل وفوائد وقواعد هو من هذا الباطل المأخوذ عن الأشاعرة والمعتزلة.

لأن أهل السنة لم يخل منهم عصر ولا زمن، ولا توجد بدعة من البدع المنتشرة إلا وقد قيض الله لها من أهل العلم من ينكرها ويبين ما فيها من مخالفة لما عليه منهج السلف.

فينبغي النظر إلى المسألة من غير إفراط ولا تفريط.

والله تعالى أعلم.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
هناك اتجاه أخطر بكثير من اتجاه التزهيد في في أصول الفقه.

لأن اتجاه التزهيد في أصول الفقه غاية قوله أنه من تضييع الزمان بلا فائدة، وأن غيره أولى منه، وأن الكتب تطيل في خلافات لفظية لا حقيقة وراءها، ونحو ذلك.

أما الاتجاه الآخر الجديد فهو يدعو إلى إبطال كتب أصول الفقه كلها أو جلها؛ بدعوى أنها مبنية على بدع أشعرية مأخوذة من أصول اعتزالية.

وهذا الكلام لا نستطيع أن ننكر أن فيه شيئا من الحق؛ فلا ينكر أحد أن أكثر من صنف في الأصول أشاعرة، ولا ينكر أحد أن الأشاعرة تأثروا بالمعتزلة، ولا ينكر أحد أثر ذلك في كتب الأصول.

ولكن المستنكر أن يقال إن جل أو غالب ما في كتب الأصول من علوم ومسائل وفوائد وقواعد هو من هذا الباطل المأخوذ عن الأشاعرة والمعتزلة.

لأن أهل السنة لم يخل منهم عصر ولا زمن، ولا توجد بدعة من البدع المنتشرة إلا وقد قيض الله لها من أهل العلم من ينكرها ويبين ما فيها من مخالفة لما عليه منهج السلف.

فينبغي النظر إلى المسألة من غير إفراط ولا تفريط.

والله تعالى أعلم.

أما الاتجاه الآخر الجديد فهو يدعو إلى إبطال كتب أصول الفقه كلها أو جلها؛ بدعوى أنها مبنية على بدع أشعرية مأخوذة من أصول اعتزالية.

وهذا الكلام لا نستطيع أن ننكر أن فيه شيئا من الحق؛ فلا ينكر أحد أن أكثر من صنف في الأصول أشاعرة، ولا ينكر أحد أن الأشاعرة تأثروا بالمعتزلة، ولا ينكر أحد أثر ذلك في كتب الأصول.

ولكن المستنكر أن يقال إن جل أو غالب ما في كتب الأصول من علوم ومسائل وفوائد وقواعد هو من هذا الباطل المأخوذ عن الأشاعرة والمعتزلة.

لأن أهل السنة لم يخل منهم عصر ولا زمن، ولا توجد بدعة من البدع المنتشرة إلا وقد قيض الله لها من أهل العلم من ينكرها ويبين ما فيها من مخالفة لما عليه منهج السلف.

موفق بإذن الله ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
برأيي الشخصي في الموضوع أن التزهيد في هذا الفن كان من سلبيات طرح هذا الفن للجميع من كبار وصغار ومبتدئين ومتوسطين ومنتهين علماً أن هذا الفن حقيقة هو فن الكبار فهو يقرر أدوات المجتهد ، وما هو حجة وما ليس كذلك ، وأوجه الجمع عند التعارض وكيفية الاستنباط ونحو ذلك من المسائل التي لا يحقق المناط فيها ويطبقها على الواقع إلا المجتهد ، وتحقيق المناط فيها من غير المجتهد خطر عظيم ومزلق كبير وهو ما نعاني منه في هذا العصر .
هذا الفن يعتمد على :
1 - سعة العلم بالمنقول من الكتاب والسنة وآثار الصحابة .
2 - سعة العلم بأقوال الفقهاء .
3 - سعة العلم باللغة العربية .
4 - سعة العلم بمقاصد الشريعة .
وبالتالي فإن تدريس هذا الفن لمن لا يصل لهذه المراتب هو أحد أمرين :
- إما ان يكون من باب العلم فقط لا التطبيق ولذا فكثير منهم يزهد فيه لعدم الثمرة بالنسبة له خاصة .
- وإما ان يتجرأ بهذا العلم المبتديء فيزل .
ولذا تأتي قضية تقديم أصول الفقه على الفقه أو العكس وتأتي شبهة عدم دراسة هذا الفن من قبل علماء السلف او من قبل كبار العلماء المعاصرين وسبب ذلك عدم إدراك ان هؤلاء من المتقدمين والمتأخرين درسوا أصول الفقه بمعرفة العلوم السابقة فكانت أصول الفقه فيها ضمنية ونحن نقول من كان متقنا للغة العربية عالما بأساليبها عامها وخاصها مطلقها ومقيدها مجملها ومبينها منطوقها ومفهومها عالما بمعاني الألفاظ والحروف ووجه استعمالها عالماً بفقه اللغة والاشتقاق والتصريف واستعمالات العرب في كلامها وحافظاً للمنقول من كلام العرب والمنقول من الكتاب والسنة وآثار الصحابة مطلعاً على أقوال الأئمة الفقهاء فلا عليه بعد ذلك أن لا يدرس أصول الفقه .
أما أن يأتي شخص لا يحسن اللغة لا نحوها ولا فقهها ولا يعرف ألفاظ العموم من الخصوص ثم يريد الاستدلال فأنى له ذلك ؟
حينما ننظر مثلاً إلى قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) فكم من المسائل الأصولية التي يحتاجها المرء ليصل إلى الحكم الشرعي النهائي في هذه الآية ؟
سيحتاج إلى باب الأمر وما دلالته المجردة عن القرائن فيصل على قول الجمهور إلى الوجوب ومن الوجوب يحتاج إلى معرفة حقيقة الواجب ولوازمه و يحتاج إلى معرفة الأمر هل هو للفور او التراي وهل هو للمرة أو التكرار ؟ ثم يحتاج إلى معرفة عموم هذا الحكم من خصوصه بالنسبة للمكلفين ثم يحتاج إلى بيان هذا المجمل من النصوص الأخرى ثم يحتاج إلى معرفة المحكم منه والمنسوخ ...
إذاً مسألة الاستدلال ليست بالأمر السهل الذي يظنه كثير من المبتدئين بل هي تمر بعدة عمليات استنباطية .
إن تدريس هذا الفن لكل أحد هو من الأخطاء الكبيرة ولو كان لي من رأي لم يدرس هذا الفن إلا لخاصة العلماء وطلبة العلم الكبار الذين يحسنون التعامل مع مسائله .
إن الخطأ في حكم شرعي فرعي عظيم فكيف بالخطأ في أصل يندرج تحته عشرات ومئات المسائل ثم نجد من يرجح في مسالة أصولية عظيمة بل ويخالف فيها الأئمة الكبار وهو لم يحسن مسائل هذا الفن بل درسه لسنة او سنوات قليلة واطلع على بعض الكتب أو احسن فناً فظن أنه يحسن كل فن ؟
حينما نقول مثلاً : متابعة المؤذن واجبة أو مندوبة فالخطأ من القولين ليس بالأمر السهل فكيف إذا قلنا : الأمر يقتضي الوجوب او لا يقتضي الوجوب وطردت القاعدة كم من مسائل الشريعة تندرج تحت هذا الأصل كم سينتج من مسائل مرجوحة حينما أرجح القول الخطأ ؟

ولذلك كان طرح الشاطبي لهذا الفن بالشكل الموجود في الموافقات موجها لمن كان ريان بعلوم الشريعة منقولها ومعقولها كان هو المسلك الأصوب ثم نجد الخطأ يتكرر بتدريس الموافقات نفسها لمن لم يكن متصفاً بالوصف المذكور سابقاً .
إن كتاب الموافقات هو في الحقيقة التطبيق العملي وحلقة الوصل بين الأصول والفروع والناحية العملية لدراسة أصول الفقه وتحقيق المناط في مسائله وهو المحك الحقيقي لتعلمه .
فالخلاصة التي أعتقد أنها الصواب في نظري أن هذا الفن هو فن العلماء المتصدرين للفتيا والاجتهاد ولا يسوغ تدريسه للمبتدئين بل ينبغي في حقهم دراسة الفقه والفروع وحفظ المنقول من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة فإذا أتقنوا ذلك تعلموا أصول الفقه ومقاصد الشريعة ليتمكنوا من الفتيا بعد ذلك .
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
أخي الكريم طالب الهدى و ان كانت كلماتك طيبة الا أنك لم تصب فيما قلته فعلم أصول الفقه ليس للكبار فقط بدلالة تدريس كبار العلماء لهذا العلم للمتوسطين بل أقول لابد من هذا العلم قبل التعمق في الفقه و إنما يراعى في ذلك الترتيب ، فأولا الفقه الضروري ثم أصول الفقه ثم الفقه المقارن لكن حصر هذا العلم على من أحاط بفروع الشريعة فهذا محال و لم يقل به قائل قبلك على حسب علمي بل العلماء إما مناصر لتدريسه و هم الجمهور لذلك وضعوا الورقات و وضع الباجي الاشارات و ما شابه للمبتدئين في هذا العلم و إما معارضون لهذا العلم و هم قلة.

خلاصة الكلام أن حصر هذا العلم على الكبار خطأ ظاهر لم يقل به أحد و تدريسه للمتوسطين ليس من باب العلم إنما من باب التطبيق و الترجيح بين الأدلة فهذا من سماه العلماء المتبع و هو الذي لم يصل إلى درجة الإجتهاد إلا أنه يملك من الأدوات ما يهيئه للترجيح بين كلام العلماء

إن كان عندك قائل بأن هذا العلم للكبار فقط تفضل علينا بنقل كلامه لننظر فيه و الله أعلم
 
أعلى