شكر الله لك تفضلك بالإجابة..يا فضيلة الدكتور
ربنا افتح بيننا بالحق وأنت خير الفاتحين
-أما من صلى صلاة الظهر خمساً عامدا عالما فليس عمله مجرد ابتداع , بل هو تشريع كفري من دون الله..فأظن المثال إذا كان من هذا الجنس فلن يبقى بدعة قط..ويقال لمثل الشاطبي :ضيعت وقتك بتوليف كتابك
-وأما قولك إن من فعل ذلك فقد ارتكب مكروها أي بالمعنى الاصطلاحي, فأضع بين يدي الجواب حديثا هو باب في المسألة فقد أخرج الترمذي في سننه والحاكم في مستدركه بسند جيد عن نافع عن ابن عمر أنه عطس رجل إلى جنبه فقال:الحمد لله والسلام على رسول الله! قال ابن عمر :وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, علمنا أن نقول الحمد لله..
ويلاحظ هنا من فقه ابن عمر :أنه لم يبادره بالإنكار أول شيء, بل بين له أنه يحمد الله ويسلم على الرسول أي يفعل ذلك في الجملة دون تقييدها في هذا الموضع, ذكر ذلك له كي لا يستهجن عليه ويقول كما نسمع من صوفية اليوم:أنتم تكرهون رسول الله..أتحرمون علينا أن نعظم رسول الله..أو أن نفعل كذا..إلخ
ثم إنه بين له مخالفة فعله للهدي النبوي وقال :وليس هكذا علمنا رسول الله, وهذا النوع من الإنكار لا يقال في المكروه
لأن حده الاصطلاحي بالرسم :ما نهى الشارع عنه نهيا غير جازم..وهذه المسألة بخصوصها لم ينه عنها الشارع
وحاصل ما في الأمر أن صاحب الشريعة سكت ,فأضاف هذا الرجل زيادة , فهي أليق شيء أن تلحق بباب "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فقوله "أمرنا" أي في الأمور التعبدية أو التي هي ذريعة إلى ذلك ..والبدع كما تعلم تنقسم إلى بدع أصلية وبدع إضافية..
-أما كلامكم في عيد الأم..فكذلك يقال في المولد لأنه وفد إلينا من الباطنيين..ونحن تبعناهم عليه
وقد توافر الداعي لأن يوصي النبي صلى الله عليه وسلم به وهو الحريص على أمته كما أوصانا مثلا بقرابته وكما أمر عمر رضي الله عنه أن يحبه أكثر من نفسه, وقد كان معروفا عند النبي أن أهل الكتاب يحتفلون بمواليد أنبيائهم..فلما ترك ذلك مع وجود داعيه الشرعي وهو حب الرسول, ثم مع هذا لم يفعله الصحابة كلهم ولم يفطن له أحد منهم مع كونهم أبر الأمة قلوبا وأرجحهم عقولا
لا هم ولا تابعوهم بإحسان..ولا تابعو تابعيهم..حتى اخترعه باتفاق المؤرخين العبيديون..الذين قال فيهم أبو حامد الغزالي ظاهر الرفض وباطنهم الكفر المحض..علمنا من ذلك أنه بدعة من جهة كونه خارجا عن نظام الشريعة وأن فيه معنى العيد..وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه "إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا"
ومما يدل على أن هذا يخالف مقصد الشارع أن العلماء اختلفوا في تحديد مولده صلى الله عليه وسلم فلم يظهره الرب الحكيم ولم يحفل بمولده في كتابه وإنما حفل برسالته..
والحاصل أننا نقول لمن يتهمنا بجفاء رسول الله أو الجلافة في العلاقة به! , أننا ندعو لذكره وسننه وأيامه والصلاة عليه والذب عنه كل يوم..
فأي الفريقين أحق بالهدى إن كنتم منصفين؟
أكتفي بهذا الآن..لأنه لابد أن أخرج
والله يرعاكم