العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خاطرة في الاحتفال بالمولد

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,137
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
تَأَمَّلْــتُ..!؛ فَإِذَا آيَةٌ فِيْ كِتَابِ اللهِ -تَعَالَى- تُسْقِطُ الاحْتِفَالَ بِالمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ، وَهِيَ قَوْلُ الحَقِّ –جَلَّ ذِكْرُهُ-: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً }، [آل عمران:164]؛ فَجَعَلَ مِنَّتَهُ بِبِعْثَةِ نَبِيِّهِ e؛ لا بِمَوْلِدِهِ؛ فَلَمْ يَنْقَسِمِ النَّاسُ إِلَى مُؤْمِنٍ وَكَافِرٍ إِلاَّ بَعْدَ مَبْعَثِهِ e.

فَالحَمْدُ للهِ عَلَى نِعْمَةِ العَقْلِ مَعَ السُّنَّةِ!.
 

د ايمان محمد

:: متخصص ::
إنضم
2 أبريل 2008
المشاركات
88
التخصص
فقه
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
شافعى
عودة الى البداية ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )
وهل كانت بعثته صلى الله عليه وسلم إلا بعد مولده ، وهل معنى ذلك أن نحتفل بمبعثه صلى الله عليه وسلم بلا حرج ؟ ألم يقل الله تعالى ( ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما ) واتخذ اليهود هذا اليوم عيدا ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( نحن أحق بموسى منهم ) فهذه منة وتلك منة .ألسنا نصوم يوم الاثنين اقتداء به صلى الله عليه وسلم وحبا له ، ولليوم الذى ولد فيه ، ألم يكن من الاقتداء أن يصوم كل شخص اليوم الذى ولد فيه اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم حيث صام اليوم الذى ولد فيه ، إن هذا لهو عين الحب والاقتداء معا . وكفاناجدالا حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واحتفاء به صلى الله عليه وسلم .
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
حياكم الله أختي الدكتورة إيمان..رزقني الله وإياكم حسن الفهم والقصد وصحة العمل
أما الاحتفال بيوم بعثته سنوياً فهو بدعة أقل شراً من الاحتفال بيوم مولده لأن شبهة صاحبها أقوى من جهة أن الله احتفى بهذه البعثة وجعلها مناطا للمنة على المسلمين
الاقتداء يا أختي الدكتورة يكون يكون بصيام يوم الإثنين..من كل أسبوع, ولا علاقة للاحتفال السنوي بهذا, هكذا فهم الصحابة كلهم فلا نزايد عليهم في الحب أو الاتباع
فلو أن شخصا زعم الائتساء بالنبي وصام -لاحظي صام-ما يوافق مولده سنوياً دون احتفال
لكان بهذا مبتدعاً, فكيف والأمر ليس كذلك عند المحتفلين..إنما هم يحتفلون سنوياً بمولده
والصيام من باب شكر الله على نجاة موسى وليس من باب إحياء ذكرى أو احتفال
والخلاصة :الصيام شيء والاحتفالات والأعياد ونحوها شيء آخر..بدليل أنه لايجوز الصيام في العيدين اتفاقاً
ومما يدل على بطلان هذا القياس أيضا أن المحتفلين بالمولد أنفسهم لا يحتفلون بيوم عاشوراء
وإنما يصومونه فتخالف منهجهم..واضطرب تقعيدهم
 

أحمد*

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
3 أغسطس 2008
المشاركات
10
التخصص
الدراسات الاسلامية
المدينة
الدارالبيضاء
المذهب الفقهي
المالكي
أخي أبا يوسف التواب جعلني الله واياك من التوابين ومن المتطهرين ورزقنا بعد التوبة أوبة وانابة.
كنت فضلت ألا أستمر في مناقشتك لكن حسن ظني بك أنك ممن ينصح - على حد تعبيرك - ويقبل االنصح آثرت ان أدرج هذه النصيحة في سياق هذه المأدبة العلمية المباركة . واني لأخاطب فيك الرجل العالم والرجل الداعية وأقول وبالله التوفيق :
هون على نفسك أخي...
انك لست في معركة لا محيد لك فيها من الانتصار...
وان كانت من معركة فهي بالأولى في حرب الانسان مع عدوه الذي بين جنبيه – نفسه الامارة بالسوء – الا ما رحم ربي.

واني أغتنم هذه الفرصة لأنبه نفسي واخواني – كي لا أبقى في سجال معك – مما يمكن أن يعتري أفق العالم أو الداعية أو كل طالب حق من أعراض الضيق التي تفضي به الى مجانبة التقدير الصحيح وعدم وضع الأمور في نصابها.

الأصل أن هذا الأفق لا يكون الا واسعا رحبا لكن يمكن أن تكون هناك دواعي تؤدي إلى تشكل أفق ضيق عند الداعية إلى الله عز وجل منها:
- محدودية قدرة الداعية على التأمل والنظر والتفكر والتدبر، وهي محددات أساسية لبلوغ الداعية سقف الاطلاع والرحابة في التفكير والتعبير، ومن ثَم حسن التواصل مع الغير من أفراد الأمة.

- وقوف الداعية عند حروف الألفاظ، وعدم نفاذه إلى معانيها وحمولاتها، فيكون الفهم قاصرا عن إدراك الضروري إدراكه، فيستخلص الداعية عن هذا الفهم القاصر للنص أحكاما اجتهادية قاصرة المعنى أيضا؛ لأن المنطلق الأصلي كان خاطئا، فكيف لا يؤثر على النتائج؟. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "رُب شخص يفهم من النص حكما أو حكمين، ويفهم منه الآخر مائة أو مائتين"!.
-
الغلظة والتشديد في الدعوة، فنجد الداعية الذي لا يمتلك نواصي الأفق الرحب يؤاخذ الناس حتى على بعض الهفوات التي تجعل العاقل الحكيم يغمسها في بحر حسناتهم أو حتى على تقصيرهم في بعض الأمور المستحبة، فيدعوهم بشيء من الغلظة والجفاء كأنهم تركوا أمرا واجبا، أو فرضا لا يجوز تركه بحال من الأحوال.
الى غير ذلك من الأسباب... لكن ما يهمنا نحن هو السبيل إلى سعة الأفق:
ان الدين الإسلامي مليء بالحقائق والقواعد والمفاهيم التي تساعد على سعة الأفق، ويجب فهم هذه الحقائق فهما سليما وصحيحا. كما أن تواضع الداعية، وتدريب نفسه على التعلم مهما بلغ في مجال الدعوة من شأو، يفتح الآفاق الواسعة والبصائر النافذة، ويطرد الكبرياء والغرور الذي يصيب كل داعية في صلب عطائه وإخلاصه.

ثم إن الدعاة سعاة، فينبغي أن تتسع مدارك الداعية إلى الله، ويتسع أفقه ليشمل الغير دون تهميش لهذا أو ذاك، ودون إقصاء لفلان أو علان، أو تكبر على هذا الشخص أو ذاك. والداعية مطالب بأن يتسع أفقه لعموم الناس، الموافقين والمخالفين على السواء.

ولكي يُبعد الداعية إلى الله عن نفسه داء ضيق الأفق، عليه أن يدربها على النفور من ادعاء امتلاك الحقيقة، وأن يمزق شعار: قولي صوابٌ لا يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ لا يحتمل الصواب؛ إذ يجب على الداعية أن يتربى على الاستعداد الصادق لسماع ما عند الآخر، وأن يترك الفرصة له للتعبير عن بنات أفكاره وآرائه، بدون إشعاره أن ما يقوله تافه أو غير مجد أو خاطئ حتما.

يقول الأستاذ عبد الله بن العيد، الباحث في الدراسات الإسلامية: "إنه من المؤسف حقا أن نجد الداعية لا يمتلك القدرة على سماع الغير وتقدير ما عندهم من أفكار وآراء، بل يمكن أن تعرض على الداعية أحيانا الآراء المخالفة وذهنه مغلق خارج التغطية، متيقنا -عن سابق إصرار وترصد- بأن ما سيقال له مجرد ترهات وأباطيل لا أصل لها من الحقيقة؛ فعنده الحكم على الأمور والأشياء بمقياس: إما أبيض أو أسود! والواجب أن يلزم نفسه بسماع ما عند الآخر ثم يحكم بقبوله أو رده بالدليل الشرعي، مع إيجاد العذر للمخالف، لا الرفض من أجل الرفض انطلاقا من هواه الشخصي". فالتجرد للحق معين عظيم على سعة الأفق ولا شك.

وليأخذ الداعية المصاب بداء ضيق الأفق الحكمة والموعظة من قصة الفقيه إسحاق بن راهويه الذي التقى بالإمام الشافعي في مكة، فتناظرا حول مسائل عديدة، والعجيب أنهما في بعض المسائل رجع الشافعي إلى قول إسحاق، ورجع إسحاق إلى قول الشافعي، كل واحد منهما أعجبته حجة الآخر ودليله، فقال بها، وهذا نموذج الانتصار للحق فقط والتجرد له، بعيدا عن الهوى أو الغرور أو الكبر بما عند الداعية من علم أو شهرة.

وقبل هذا وذاك، الداعية الحريص على أن يكون أفق دعوته ممتدا أمامه لا يحده حاجز، يجدر به أن يكون خلقه حاميا لعلمه ومعرفته الشرعية من أخطار الانزلاق في سراديب الشهوات ومتاهات النزوات، ومن هذه الأخلاق الحامية له التواضع ، الشيء الذي يكسر جذوة الرغبة في احتكار المعرفة المفضية إلى ضيق الأفق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" رواه الترمذي وحسنه.
 
إنضم
22 يوليو 2009
المشاركات
6
التخصص
كلية الشريعة
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
المدينة المنورة
ردا على الدكتور محمد ايمن جمال في شأن البدعة . اقول وبالله التوفيق ان دليل بدعية المولد الا وهي السنة التركية واول من قال بالسنة التركية الامام الشافعي رحمه الله ودليلها قوله صلى الله عليه وسلم عندما قال ما بال اقوام يقولون كذا وكذا عندما ارادوا الزيادة في العبادة فقد حاجهم بالسنة التركية وحديث معاوية ابن الحكم الذي في صحيح مسلم عندما قال قبح الله تلك اليدين لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يفعل هذا او كما قال واثر ابن مسعود عند الدارمي عندما كانوا يسبحون بالحصى فقال لهم عدو سيئاتكم فقالم ياابا عبدالرحمن لم نرد الا خيرا قال كم من مريد للخير لن يصيبه فحاجهم بالسنة التركية والا صل في العبادات الحظر واذا تعبد بالمولد وقعوا في اثمين الاول البدعة بالتعبد والثاني العيد وهو مايعود من مكان او زمان ويتقصد نفس هذا المكان او هذا الزمان وانصحك بالرجوع الى كتاب اغاثة اللهفان ولا تحاجني بقول فلان وعلان فهم ليسا بدليل بل لهم اخطاء عقدية غفر الله لهم واذا اردت ان تأخذ خذ من السلف ومن تابع فعل السلف لا مابتدعه الخلف وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية في حكم الوسائل هل هي توقيفة ام اجتهادية ففصل بقوله( ما وجد مقتضاه في زمن النبي او الصحابة ولم يفعلاه ولا يوجد مانع من فعله ففعله بدعة) واذا اردت الحق فاقرأ كتاب الاعتصام للشاطبي وتتبع اثار السلف فهم خير القرون كما قال صلى الله عليه وسلم وهذا رد مختصر لأني مشغول وقد دخلت بالصدفة فشدني كلامك فاحببت ان انصحك وارجع الى كلام الشافعي في كتابه الرسالة ان لم اهم واذا شاء الله سوف اكتب موضوع في السنة التركية
 
إنضم
26 أغسطس 2009
المشاركات
120
التخصص
فقه مقارن
المدينة
حماة
المذهب الفقهي
حنفي.. مالكيّ
ردا على الدكتور محمد ايمن جمال في شأن البدعة . اقول وبالله التوفيق ان دليل بدعية المولد الا وهي السنة التركية واول من قال بالسنة التركية الامام الشافعي رحمه الله ودليلها قوله صلى الله عليه وسلم عندما قال ما بال اقوام يقولون كذا وكذا عندما ارادوا الزيادة في العبادة فقد حاجهم بالسنة التركية وحديث معاوية ابن الحكم الذي في صحيح مسلم عندما قال قبح الله تلك اليدين لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يفعل هذا او كما قال واثر ابن مسعود عند الدارمي عندما كانوا يسبحون بالحصى فقال لهم عدو سيئاتكم فقالم ياابا عبدالرحمن لم نرد الا خيرا قال كم من مريد للخير لن يصيبه فحاجهم بالسنة التركية والا صل في العبادات الحظر واذا تعبد بالمولد وقعوا في اثمين الاول البدعة بالتعبد والثاني العيد وهو مايعود من مكان او زمان ويتقصد نفس هذا المكان او هذا الزمان وانصحك بالرجوع الى كتاب اغاثة اللهفان ولا تحاجني بقول فلان وعلان فهم ليسا بدليل بل لهم اخطاء عقدية غفر الله لهم واذا اردت ان تأخذ خذ من السلف ومن تابع فعل السلف لا مابتدعه الخلف وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية في حكم الوسائل هل هي توقيفة ام اجتهادية ففصل بقوله( ما وجد مقتضاه في زمن النبي او الصحابة ولم يفعلاه ولا يوجد مانع من فعله ففعله بدعة) واذا اردت الحق فاقرأ كتاب الاعتصام للشاطبي وتتبع اثار السلف فهم خير القرون كما قال صلى الله عليه وسلم وهذا رد مختصر لأني مشغول وقد دخلت بالصدفة فشدني كلامك فاحببت ان انصحك وارجع الى كلام الشافعي في كتابه الرسالة ان لم اهم واذا شاء الله سوف اكتب موضوع في السنة التركية


وصلت النصيحة أستاذي الكريم ...

كتبتُهُ لئلاّ تظنّ أني لم أره.
 

فاتن حداد

:: متخصص ::
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
553
الجنس
أنثى
الكنية
أصولية حنفية
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
الأردن
المدينة
إربد
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
في رأيي أن الخلاف ينحصر في تحديد هل المولد عادة، فلا يصح - أصولياً - وصفه بالبدعية أو عدمها، أو هو عبادة - بالمعنى الخاص للعبادة فيلحق بالصلاة والزكاة... - فيدخله وصف البدعية أو عدمه.
والمولد عندي عادة، والتقويم لها يكون بما يرافقها من منكرات من الرقص والغناء الماجن وتقديم الصدقات والأعطيات للشيوخ - بدل الفقراء - لا أنه عبادة فيوصف بالبدعية في أصله.*
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
أود أن أشكر الدكتور محمد الجمال على تلقيه نصيحة أخينا السناني المختصرة , بهذه الروح الطيبة..
وأرجو من الأخت أصولية حفظها الله ألا تختزل الأمور بهذه الطريقة المقتضبة ولترد على الأسئلة إن كان مقصدها الحق
جزاكم الله خيرا..وأتابع من حيث وقفت
---
-التفريق بين الوسائل المشروعة والمصالح المرسلة وبين البدع المحدثة
يقع كثير من الناس في لبس حين تنكر عليه بدعة معينة فيسارع مثلا بالتمثيل ببعض الوسائل الدعوية
فيقول مثلا :هذه المؤسسة الخيرية أو موقع الانترنت الفلاني ..إلخ إنما وضعها أصحابها لنصرة الدين
والذب عنه ونشر التوحيد ,فهي إذن متعلقة بالدين ,ولم تكن على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعلى كلامكم تكون بدعة, هذا حاصل ما يقولونه ,على أن منهم من يقوله عن سوء فهم, والتباس حال
ومنهم من يقوله بما سوء قصد ليلبس على المؤمنين من العوام الذين لا يحسنون التصدي للرد عليهم
---
أولا-الوسيلة المشروعة هي كاسمها يتوسل بها إلى غاية ما فلا تكون مقصودة في نفسها بحيث
لو وجدت وسيلة أخرى لتحقيق نفس الغاية لصير إليها إما لأجل توفير جهد أو زمن أو أي شيء
والمهم أن تكون غير مشتملة على محرم ,الشريط الإسلامي مثلا وسيلة دعوية, فلو أجرينا دراسة وتبين
لنا أن المطويات أجدى في بلوغ الرسالة وأبلغ في التأثير , لاستبدلنا بالأشرطة المطويات
وقد جاء الشرع دالا على أن الوسائل لم تحد بقيود سوى الأطر العامة من كونها مبنية على
الحكمة والموعظة الحسن وضوابط الأمر بالمعروف والنهي المنكر المبثوثة في مظانها
بخلاف البدعة فإن أصحابها لا يبغون عنها حولاً هي بذاتها
وإذا تأملت في عيد المولد النبوي ألفيته من غير باب الوسائل بأمارة أن أهله يدعون للاحتفال اليومي
بالنبي صلى الله عليه وسلم على مدار العام بإحياء سنته وسيرته وشمائله وهديه فلا يقنعهم هذا
وتدل فعالهم أنه لو كانتثم ندوات كثيرة على مدار العام مخصصة عن سيدنا رسول الله,فإنهم لن ينفكوا
عن الالتزام بتخصيص اليوم الموافق لولادته عليه الصلاة والسلام والاحتفال به فعلم بهذا أنهم وإن سموها وسيلة أو عادة أو غير ذلك إلا أن سلوكهم كاشف عن حقيقتها

ثانيا-ثم إن الوسيلة أو المصلحة المرسلة إنما لم تحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لعدم وفرة الداعي إليها وانتفاء قيام المقتضي لسلوكها
فلم يكن في زمانهم احتياج للمطابع مثلا لكونهم أهل الحفظ يستودعون ما يلقى إليهم فمقل ومستكثر
ولهذا حين نشأت الحاجة لجمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه ,جمعه في مصحف إمام وأجمع الصحابة كلهم عليه وهو من الإجماعات القطعية التي من يخالفها يكفر كأن يشكك في حرف واحد من القرآن الكريم كما تقعل الرافضة عليهم لعائن الله تترى..وأما البدعة فإنما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا عن افتقار زمانهم للداعي
وأنت ترى أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض لازم والداعي لأن يأتي النبي بالكمالات التي تحفظ هذه الفريضة وترسخها وتحفظها من أن يشوبها اختلال أو تقصير لا يقل عنه في أي عصر , قال النبي صلى الله عليه وسلم "لكل قوم عيد وهذا عيدنا" فبالنظر العقلي يكون من موجبات انمياز الأمة عن غيرها أن يخص نبيها الكريم بعيد يُحتفل فيه بمولده
ومع هذا ينبغي أن يعلم أن الوسيلة نفسها قد يدل الدليل على كونها عبادة مقصودة من جهة الشارع ,كالوضوء مثلا
يتوسل به لأداء صلاة صحيحة على طهارة وهو في نفسه عبادة مستقلة رتب الله عليها من الأجر ماهو معروف في مظانه, قال في الموافقات: (وأما الوسائل فأمر آخر ولكن إن فرضنا كون الوسيلة كالوصف للمقصود بكونه موضوعا لأجله فلا يمكن والحال هذه أن تبقى الوسيلة مع انتفاء المقصد إلا أن يدل دليل على الحكم ببقائها فتكون إذ ذاك مقصودة لنفسها وإن انجر مع ذلك أن تكون وسيلة إلى مقصود آخر فلا امتناع في هذا)
فتعلم من هذا أنه لو ألحق بالوسيلة ما يضاهي التعبد بحيث كان مقصودا لذاته دون لزوم كونه مجرد وسيلة للتوصل إلى غيره فإنها يلحقها من مادة الابتداع بقدر ذلك وإن ادعى أصحابها أنها عادة فالحقائق لا تقوم على الدعاوى
ثالثا-وأما العادات فكما قال القرافي في الفروق ترجع لمصالح العباد ونحو ذلك
كعادات القبائل غير المخالفة للشرع في أعراسهم وزياراتهم وما يقيم شؤون حياتهم وتعاملاتهم وطرائق تحاياهم وأعرافهم..إلخ كل ذلك من قبيل العادات والأصل فيه الإباحة مالم يخالف الشرع بدخن معصية أو شائبة بدعة بأن يدخلها معنى تعبدي , كأن يجتمع قوم على إقامة عيد جديد يحتفلون به فيكون خصيصة لا ينفكون عنها وبها يمتازون كعيد النوروز الفارسي الذي استحب السيستاني أن يحتفل به وعمل به من قلده من الشيعة,ولما كانت الأعياد من خصائص الملل فلايقال إن هذه عادة مباحة لأنها في الأصل ليست من قبيل العادات المتوراثة
وإنما أقحمت بما لها من ارتباط ديني يعود على الشرع بالاستدراك وهذا جلي عند سماع حجج المحتفلين بالموالد
فالعبادات ترجع مقاصدها في الدرجة الأولى لاعتبار حفظ الدين , ولعلك بتأمل يسير تدرك أن المولد من حيث هو موسم سنوي , ليس مصلحة مرسلة ولا وسيلة مشروعة ولا عادة موروثة من الأجداد , وما إخالك يبقى لديك أثارة من شك إذا علمت أن أول من أدخلها هم العبيديون الذي قال عنهم أبو حامد الغزالي :ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض
والحاصل أنه اجتمع في المولد جميع خصائص البدعة
-فهو دخيل في أصله من أمم الكفر ,مقحم في الدين كعيد يعظمه كثير من الناس فوق العيدين
-وأصحابه يتقربون به إلى الله لحد يبلغ بهم الحط على من لا يشاركهم احتفالاتهم, ولو كان مجرد عادة لما كان لهذا الإنكار وجه
-ومن يقول بأننا نخصه بذكر سيرته فحسب والتنويه بخصائص النبي-صلى الله عليه وسلم- ومناقبه دون ما يفعله الغلاة من رقص وهبل ومعازف..إلخ, يقال لهم :مجرد التخصيص ذريعة للابتداع ,,وقد أحكم الشارع الحكيم سد هذا الباب فما كان ذريعة إليه أخذحكمه
بدليل ما ذكرناه من فهم الصحابة وعموم السلف فكان أحدهم قد يقول القول المشروع في أصله فإذا لزمه في موضع معين أو قرنه بقول مشروع آخر ,أنكروا عليه إما لكونه ذريعة للبدعة وإما لأنهم لحظوا معنى البدعة فيه بقرينة أن ما جاء مقيدا من قبل الشرع لابد من التقيد به وما جاء مطلقا فهو مطلق ومخالفة ذلك عن قصد لا يخلو من استدراك على الشريعة
ولهذا تقدم قول الإمام أحمد حين سئل وقال ما مفاده أن الشيء إذا التزم بما يوهم أنه سنة دخله معنى الابتداع فلهذا
وأنا أضيف سؤالاً للمحتفلين بالمولد,ماذا لو قام الشيعة اليوم بعمل عيد جديد للاحتفال بالبعثة النبوية
فهل نقول عادة ونتبعهم أيضا؟ وما الفرق إذا كان الجواب :لا

ثم أقول :إن المولد النبوي بدعة حتى وفق الأصول الأشعرية
تدبر إن شئت كلام الإمام الشاطبي : (إن عامة المبتدعة قائلة بالتحسين والتقبيح فهو عمدتهم الأولى وقاعدتهم التي يبنون عليها الشرع..إلخ)
ولهذا لا تعجب إذا علمت أن الشاطبي وهو أشعري كان منسجما مع عقيدته حين جعل المولد النبوي بدعة..
يتبع بحول الله تعالى
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
يجدر التنويه أن الغالب علي كتابتي بسرعة ودون مراجعة..وكثير مما كتبته كان يمكن أن يكون أفضل بتنسيقه
والتحشية عليه وغير ذلك, فالمعذرة لأن الأشغال أكبر من الأزمان
والله المستعان
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
في رأيي أن الخلاف ينحصر في تحديد هل المولد عادة، فلا يصح - أصولياً - وصفه بالبدعية أو عدمها، أو هو عبادة - بالمعنى الخاص للعبادة فيلحق بالصلاة والزكاة... - فيدخله وصف البدعية أو عدمه.



والمولد عندي عادة، والتقويم لها يكون بما يرافقها من منكرات من الرقص والغناء الماجن وتقديم الصدقات والأعطيات للشيوخ - بدل الفقراء - لا أنه عبادة فيوصف بالبدعية في أصله.*

1-ما ضابطك في التمييز بين العادة والعبادة؟
2-هل العادة لا يتأتى أن تلحق بالعبادة إذا لحقها بعض الأوصاف؟
3-ما قولك في العادات التي تخصص الأمم الكافرة مما يميزهم ؟
مثال : لبس الدبلة في الخطوبة عادة وفدت إلينا من النصارى
ماحكمك في التزامها ديدنا ؟
 

خالد بن حمودي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
7 مارس 2010
المشاركات
22
التخصص
ادب عربي
المدينة
ميلة
المذهب الفقهي
المالكي
بارك الله فيكم نقاش مفيد , لا سيما بين الدكتور محمد الجمال و الشيخ منيب العباسي ولكن الملاحظ ان الشيخ العباسي يستطرد كثيرا و كلامه غير منسق و يتطرق الى مسائل خارجة عن البحث مما يتعب القارئ ويشتت فكره . فلو تتبع النقاط التي دكرها الدكتور الجمال نقطة نقطة وحاول تفنيدها لكان اجدى و انفع وعلى كل فهو مشكور على الجهد الدي بدله وهدا بعض مادكره الدكتور ولم نرى للشيخ العباسي ردا عليه
أخي الكريم:

الزيادة على الشرع لا تجوز ... فيما ورد به الشرع مقيّدًا ... فإذا ورد أنّ عدد صلاة الظهر أربع ركعات فلا يجوز أن يصليها الإنسان خمسًا ...

ولهذا إذا ورد الشرع بأن نقول بعد العطاس الحمد لله ... فلا يصحّ الزيادة عليه ...

ويُقال لمن فعلها إنّه فعل أمرًا مكروهًا ... لأنّه زاد على ما ورد الشرع بتقريره ... وتحديد عدده .. وتقييده بعدد .... ولكن زيادته لم تكن بمنكرٍ بل كانت بذكرٍ لله تعالى ... ولهذا لا يُقال إنّه فعل أمنرًا مُحرّمًا ...

وأمّا عيد الأمّ فهو مناسبة غربيّة اقتدى بعض المسلمين بفعلها بالغربيين من غير المسلمين ...

فوجه تحريمها أنّها اقتداء بغير المسلمين ... وهو تقليد محرّمٌ ... وفعل غير المسلمين، لا أنّها لم يرد بها الشرع فإنّ ما لم يرد به الشرع قد يكون مباحًا وقد يكون واجبًا وقد يكون مكروهًا وقد يكون مندوبًا .... بحسب اندراجه تحت قواعد الشريعة...

قلتم: وأمّا إناطة المسألة بأنّه مختلف فيها فليس بدقيق .... ومن قال إنّ مجرّد وجود الأقوال .....

أخي الكريم: إذا كان خلاف أمثال أبي شامة المقدسيّ .... والإمام أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر والإمام النوويّ والسيوطيّ وأمثالهم ليس معتبرًا ..... فمن الذين تعتبر خلافهم في طريقتك وأصولك ؟؟؟
في الحقيقة ردك الشيخ العباسي كان بعيدا فمثلا قولك
-أما من صلى صلاة الظهر خمساً عامدا عالما فليس عمله مجرد ابتداع , بل هو تشريع كفري من دون الله..فأظن المثال إذا كان من هذا الجنس فلن يبقى بدعة قط..ويقال لمثل الشاطبي :ضيعت وقتك بتوليف كتابك
هو مثال صحيح عن البدعة اد البدعة قد تكون كفرا كما هو معلوم .

لا بأس أن نلتفت لنقاش ما هو أهمّ ... فأنا أوقن تمامًا أنّك تعلم أنّي لا أرضى ولا يرضى أحدٌ من المسلمين أن يتمّ اختراعُ عبادةٍ جديدةٍ ثمّ يُتعبّد اللهُ تعالى بها ... ولا يرضى أحدٌ من المسلمين أن يتمّ تغيير معنى عبادة شُرعت لمعنى معيّن، أو فعل عبادةٍ بكيفيّة على خلاف ما ورد به الشرع.

أمّا سنّ ركعتين لصلاة النت فليس اختراع عبادة جديدة فإنّها من جنس العبادات، فمن أراد أن يفعله ثمّ ينسبه إلى سنّة الحيبب المصطفى فهو مبتدعٌ في تلك النسبة، لكنّ من أراد أن يفعل ذلك لا على سبيل السنّة (الاصطلاحيّة) فهو أمرٌ جائزٌ... كما كان يفعل الإمام البخاريّ كلّما أراد أن يكتب حديثًا في كتابة الصحيح ... فهذا اختراعٌ (سمّه بدعةً حسنةً أو سنّة حسنةً !!) ... وكذلك الوضوء لقراءة أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ... وهو ما كان يفعله الإمام ماالك... (سمّه بدعةً حسنةً أو سنّة حسنةً!!) لكنّ هذا كان منهم على سبيل التأدّب لا على سبيل السنّ .. (أي ليس سنّة اصطلاحيّة) وإن كانت من قبيل البدعة الحسنة (أو السنّة الحسنة ... سمّها ما شئت !!) ...
سددكما الله وارجو من الدكتور محمد ان يعود الى الحوار ومن الشيخ العباسي ان يكون حواره منهجيا موجزا حتى نستفيد منه والله الموفق
 

فراس محمود يوسف

:: متابع ::
إنضم
14 سبتمبر 2009
المشاركات
82
التخصص
تربية اسلامية
المدينة
جنين
المذهب الفقهي
حنبلي
قال ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم
فتعظيم المولد، واتخاذه موسمًا، قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد

و اباحه ابن رجب
و كذلك الشيخ عبدالسلام الشطي الحنبلي الدمشقي شيخ حنابلة الشام في زمانه و له قصيدة للمولد خاصة به
 
إنضم
7 يناير 2015
المشاركات
21
الكنية
ابويزن
التخصص
أصول فقة
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
الحديث
رد: خاطرة في الاحتفال بالمولد

استنباط عميق يا شيخ عبدالحميد ولكن هيهات أن يستمع لدقائق الفقه من يعرض عن الظواهر التي يدركها البليد
فقد حاورت كثير المحتفلين ولكوني من أهل نجد كانوا يسألونني هل الاحتفال بالمولد بدعة ؟فكن ابهتهم وأقول لا بل هو سنة. ولكن الصفة والوقت الذي تحتفلون به لمولده هو شائبة البدعة ثم أروي لهم حديث أبي قتادة رضي الله عنه عند مسلم والذي فيه حثه صلى الله على الاحتفال بمولده كل اسبوع كل يوم اثنين لا بيوم في السنة وابين لهم أن احتفاله كان صياما لا يزاد عليه فقد هدي صلى الله عليه وسلم للاحتفال بمولده بصيامه وان يكون كل اثنين فهذا هديه فأي ما تفعلون مما كان يفعل وأي حجتكم وقد قال ذروني ما تركتكم عليه فيحتارون ماذا يجيبون
 
أعلى