د.محمد جمعة العيسوي
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
- إنضم
- 12 يونيو 2008
- المشاركات
- 212
- الكنية
- ابو عبد الله
- التخصص
- الفقه
- المدينة
- محافظة كفر الشيخ
- المذهب الفقهي
- الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
استطيع أن أقول : إن كل الباحثين مهما طالت بهم الأيام وتقلبت بهم الظروف والأحوال لا يمكن أبدا أن تمحى من ذاكرتهم تلك الأيام التى ذهبت من أعمارهم ، وهم ينتظرون أمام أبواب الأقسام !! أعني العلمية !!! رجاء وأملا في قبول الخطة وموافقة الأساتذة على الموضوعات وكل باحث منا أثناء كتابته لخطته وجمعه لشتات أجزائها يُمني نفسها بقبولها والعمل على إخراجها بعد جمع بعض مصادرها في مكتبته - وغالبا تكون هذه المصادر التي جمعها هي الفائدة الوحيدة لهذه الخطة مع جبال الإحباط التي تسقط على رأس الباحث حين يسمع برفض الخطة وأحيانا دون أسباب - وتتكرر المأساة مرة بعد مرة حتى يقول الباحث تبت إلى الله . ..وبرئت ..وتنطفئ أنوار الحكمة فيبحث عن أي موضوع ليسجله ثم تظهر الكارثة يسجل موضوعا مسجلا فيعود من جديد إلى أول الطريق المظلم أو يسجل موضوعا بلا أهمية ولا فائدة ولا رغبة للباحث فيه سوى أن يسجل!! وهكذا تصبح الوسيلة غاية والانتهاء مقصدا.
وقد يسأل الباحث القسم - بعد اليأس- عن موضوع فلا يجد مجيبا وكأن أقسامنا العلمية بلا أهداف علمية وبلا مشروعات بحثيه يصلح لها هؤلاء الجنود - المخطوطات في دور المخطوطات تشتكي التراب وهجوم الأشباه عليها وتشويه حقيقتها .
والواقع الحياتي غني بالموضوعات خاصة الجانب الفقهي الذي يحكم كل أفعال المكلفين ، والدراسات النقدية والتقويمية الفقهية أكثر من أن تحصى وجميعها مستعد للبحث واستخراج الدرر ، والمشكلات المعاصرة الطبية والاقتصادية والقانونية الدولية وغيرالدولية ....الخ
أين المشروعات العلمية الضخمة التي يمكن أن يجند لها هؤلاء الباحثين مجانا بلا أجر ؟!، سألت نفسي قديما لماذا لم تتبن بعض الجامعات مشروع الموسوعة الكويتية - أعني قبل وجودها بالفعل - فبدلا من استكتاب الأساتذة يتم توزيع خطة بحثها المعجمية على الباحثين وتوزيع خطة عمل موحدة يتابعها الأساتذة ، وربما لم تكن لتأخذ هذا الوقت كله لو تم ذلك بالتنسيق بين عدد من الجامعات ، وهناك أفكار كبيرة ضخمة أخرى يمكن أن تقوم على هذا الفكر الجماعي ؛ ولكن ليت شعري
فبيدو واضحا أن أعمار الباحثين أرخص من حبر القلم ، وجهودهم أقل من تحترم - إلا من رحم الله
الحقيقة : أنني أردت بطرحي هذا الموضوع - في عجالة من أمري - أن أفتح باب النقاش أو حتى باب الصراخ في هذا الموضوع الخطير