العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
استطيع أن أقول : إن كل الباحثين مهما طالت بهم الأيام وتقلبت بهم الظروف والأحوال لا يمكن أبدا أن تمحى من ذاكرتهم تلك الأيام التى ذهبت من أعمارهم ، وهم ينتظرون أمام أبواب الأقسام !! أعني العلمية !!! رجاء وأملا في قبول الخطة وموافقة الأساتذة على الموضوعات وكل باحث منا أثناء كتابته لخطته وجمعه لشتات أجزائها يُمني نفسها بقبولها والعمل على إخراجها بعد جمع بعض مصادرها في مكتبته - وغالبا تكون هذه المصادر التي جمعها هي الفائدة الوحيدة لهذه الخطة مع جبال الإحباط التي تسقط على رأس الباحث حين يسمع برفض الخطة وأحيانا دون أسباب - وتتكرر المأساة مرة بعد مرة حتى يقول الباحث تبت إلى الله . ..وبرئت ..
وتنطفئ أنوار الحكمة فيبحث عن أي موضوع ليسجله ثم تظهر الكارثة يسجل موضوعا مسجلا فيعود من جديد إلى أول الطريق المظلم أو يسجل موضوعا بلا أهمية ولا فائدة ولا رغبة للباحث فيه سوى أن يسجل!! وهكذا تصبح الوسيلة غاية والانتهاء مقصدا.
وقد يسأل الباحث القسم - بعد اليأس- عن موضوع فلا يجد مجيبا وكأن أقسامنا العلمية بلا أهداف علمية وبلا مشروعات بحثيه يصلح لها هؤلاء الجنود - المخطوطات في دور المخطوطات تشتكي التراب وهجوم الأشباه عليها وتشويه حقيقتها .
والواقع الحياتي غني بالموضوعات خاصة الجانب الفقهي الذي يحكم كل أفعال المكلفين ، والدراسات النقدية والتقويمية الفقهية أكثر من أن تحصى وجميعها مستعد للبحث واستخراج الدرر ، والمشكلات المعاصرة الطبية والاقتصادية والقانونية الدولية وغيرالدولية ....الخ
أين المشروعات العلمية الضخمة التي يمكن أن يجند لها هؤلاء الباحثين مجانا بلا أجر ؟!، سألت نفسي قديما لماذا لم تتبن بعض الجامعات مشروع الموسوعة الكويتية - أعني قبل وجودها بالفعل - فبدلا من استكتاب الأساتذة يتم توزيع خطة بحثها المعجمية على الباحثين وتوزيع خطة عمل موحدة يتابعها الأساتذة ، وربما لم تكن لتأخذ هذا الوقت كله لو تم ذلك بالتنسيق بين عدد من الجامعات ، وهناك أفكار كبيرة ضخمة أخرى يمكن أن تقوم على هذا الفكر الجماعي ؛ ولكن ليت شعري
فبيدو واضحا أن أعمار الباحثين أرخص من حبر القلم ، وجهودهم أقل من تحترم - إلا من رحم الله
الحقيقة : أنني أردت بطرحي هذا الموضوع - في عجالة من أمري - أن أفتح باب النقاش أو حتى باب الصراخ في هذا الموضوع الخطير
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

ليسمح لي الدكتور الفاضل أولا أن أستضيف الموضوع في ملتقي صناعة البحث العلمي. فهو جدير به، وبعيد عن الاستراحة. وقد أثار في نفسي كثيرا من الشجون وجدد ذكريات جاهدت نفسي كثيرا لنسيانها.
ومن العجب أنني رُفضت لى خطط كثيرة في حلقات النقاش بالقسم؛ لأن الأساتذة يعتقدون أن هذه الموضوعات جاهزة عندي، قد أنجزتها من قبل. فقلت لأحدهم حين صارحني بسبب الرفض هذا: إن كان عندي في أدراج مكتبي أبحاثا أنجزتها بعدد ما رفض لي من خطط بحثية في القسم، فإنني أستحق الدرجة العلمية في الحال.
وفعلا حين ييأس الطالب من الرد المتكرر للخطة تلو الخطة يقدمها للقسم، فإنه يحاول أن يساير القسم، ويقدم له خطة والسلام، في موضوع قد يكون بعيدا عن اهتمامات الطالب واستعداداته. وهذا باب من أبواب الفشل!
 

نسرين خالد

:: متابع ::
إنضم
4 نوفمبر 2010
المشاركات
21
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
......
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

جزاكم الله خيرا سيدي بأن فتحتم الباب للصراخ
وأعانكم على تلك الصرخات المتوالية التي ستصم الآذان؛ عدا " آذان الأقسام العلمية"، فهي لن تحرك فيهم ساكنًا..
أكثر ما أعجب له أنهم يطالبونك بالجدة والأصالة، ثم إذا أتيت لهم بهذا الفكر رفضوا؛ وكأنهم يتخوفون من أن يكون لهم قصب السبق في قبول مثل هذه الرسائل!!!
عش دهرًا ترى عجبا،،
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

وقد أثار في نفسي كثيرا من الشجون وجدد ذكريات جاهدت نفسي كثيرا لنسيانها.
ومن العجب أنني رُفضت لى خطط كثيرة في حلقات النقاش بالقسم؛ لأن الأساتذة يعتقدون أن هذه الموضوعات جاهزة عندي، قد أنجزتها من قبل. فقلت لأحدهم حين صارحني بسبب الرفض هذا: إن كان عندي في أدراج مكتبي أبحاثا أنجزتها بعدد ما رفض لي من خطط بحثية في القسم، فإنني أستحق الدرجة العلمية في الحال.

الدكتور الفاضل من ذا يستطيع أن ينسى سنة أو سنتين قبل الماجستير وفي الدكتوراه مثلهن أو يزيد قليلا.
وليس من العجيب ما ذكرته في وقعنا العجيب إذا وقع عكس ذلك .
جزاكم الله خيرا سيدي بأن فتحتم الباب للصراخ
وأعانكم على تلك الصرخات المتوالية التي ستصم الآذان؛ عدا " آذان الأقسام العلمية"، فهي لن تحرك فيهم ساكنًا..
أكثر ما أعجب له أنهم يطالبونك بالجدة والأصالة، ثم إذا أتيت لهم بهذا الفكر رفضوا؛ وكأنهم يتخوفون من أن يكون لهم قصب السبق في قبول مثل هذه الرسائل!!!
عش دهرًا ترى عجبا،،
وجزاك كل خير ، وهم لا يتخوفون من قصب السبق ولا غيره إنما يتخوفون من كسرالخطة الموضوعة لتضيع العمر -غالبا- قال واحد لي مرة أتريد أن تحصل على الدكتوراه وأنت أقل من ثلاثين سنة ، وقال بعض آخر لا تقلق فقد مكثت ثلاث سنين قبل التسجيل .....الخ
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

ولكن أقول أخي الباحث لا تحزن فليس كل الدكاترة في الأقسام كذلك بل هناك الأساتذة المحترمون جدا والذين يعاملونك كأحد أبنائهم وهؤلاء هم القدوة .
والدليل على ذلك هذا الكم الهائل من شهادات الماجستير والدكتوراه وإلا لو ترك الأمر للنوع المذكور المعروف لما سجلنا جميعا ولا حصل أحد منا على درجة علمية أبدا .
لكن الداء العضل في عدم وجود أفكار كبرى لدى الأقسام العلمية يكلف بها الباحثين بدلا من البحث فيما لا يفيد بعد العناء أو حتى خطة فكر يسير عليه الباحث حتى لا تتكرر مرات تقديم الخطة دون جدوى أو لائحة محددة تبين شروط ما يقبل ويرفض من الخطط .
 

د ايمان محمد

:: متخصص ::
إنضم
2 أبريل 2008
المشاركات
88
التخصص
فقه
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
شافعى
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

نعم إحقاقا للحق ليس كل الدكاترة كهؤلاء ، وإني ولله الحمد لم أعاصر أحدا من هؤلاء ، بل كنا نستعين ببعض الدكتورات ليفتحوا أعيننا على موضوعات جديدة ، وإذا تحدثت عن مشرفتي بارك الله فيها فهى كأمى ، تستقبلني بالترحاب وتقدم لى الشاى والبسكويت ، وتعرض علي الإفطار ، بارك الله فيها وأطال في عمرها وزادها الله علما ، فما أذكرها إلا أثني عليها وهي أيضا دائما ما تثني علي .
 
إنضم
3 أكتوبر 2010
المشاركات
14
التخصص
علوم شرعية [ اسلامية ]
المدينة
باتنة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

السلام عليكم وبعد : من الأمور السلبية التي لوحظت في بعض جامعاتنا أن يقوم الطالب المعد لرسالة الدكتوراه مثلا بتقسيم رسالته وبحثه على طلبة العلم الذين يدرسهم في الجامعة في مرحلة اليسانس [ البكالوريوس ] يقسمها على شكل بحوث صغيرة وبعد عرضها عليه يجمعها ويرتبها ويعدلها ثم يقدمها كرسالة أو ككتاب من تاليفه وهي سرقة لجهد الطلبة للأسف . وبعض الجامعات في العلوم الاجتماعية والانسانية والأدبية تشجع بعض المواضيع غير النافعة على المواضيع الجادة التي تهم الأمة فتقبل مواضيع حول الغناء الشعبي والرقص الشعبي .....وترفض غيرها .
فلا تقوم لنا نهضة بسفاسف الأمور ومحقرات المواضيع بل بالعلم الجاد النافع التي يعالج أزمتنا في ظل ثوابتنا
 

طارق موسى محمد

:: متفاعل ::
إنضم
5 أغسطس 2009
المشاركات
411
الإقامة
الاردن
الجنس
ذكر
التخصص
محاسبة
الدولة
الاردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

ما العلة لو كان البحث مكرراً فقد تكون فيه إضافات لما سبق؟
 
إنضم
29 مايو 2010
المشاركات
159
التخصص
مقاصد الشريعة
المدينة
حلب
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

أرى لزاما علي أن أسجل شكرا للدكتور عز الدين بن زغيبة رئيس قسم الابحاث بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي - الامارات - لكرمه الواضح في الارشاد الى ابحاث لها طابع الجدة والابتكار
واعتباره - بالواقع وليس الكلام فقط- ان العلم رحم يجب وصلها
 
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
21
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

جزى الله عالمنا الجليل على هذا الموضوع الشيق وطرح هذه المشكلة العويصة التي نستعين عليها بالله تعالى ونسأل الله تعالى أن يولي من يصلح وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 

علي سلمان عبود

:: متابع ::
إنضم
2 مارس 2010
المشاركات
24
التخصص
اصول الفقه
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

تحياتي لاساتذتي الافاضل الذين ادلو بدلوهم في هذا الموضوع واريد ان انوه على امر هام وهو موضوع تحقيق المخطوطات اخراج هذه الكنوز من التراب وبعث الروح فيها اعتبره من اكبر المشاريع سواء كانت لنيل درجة الماجستير او الدكتوراة أو لما بعد الدكتوراة للترقية العلمية او النشاط العلمي ولكن تواجهنا مشكلة كيف الوصول اليها وهي ربما في الصين او روسيا او برلين او اسطنبول من يساعد ويدعم الباحثين لاخراج التراث العربي الاسلامي من مقابره تحياتي واحترامي للجميع
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

لست وحدك يا دكتورة/ إيمان
فقد يسر الله لي أساتذة مشرفين كانوا أفضل ما يكون وهنا أسجل شكري لفضيلة الأستاذ الدكتور / إسماعيل عشب والأستاذ الدكتور / إبراهيم السمان ، الأستاذ الدكتور / محمد عبد الحميد ، والأستاذ الدكتور /عادل الهوراي - طب المنصورة -وغيرهم من الأفاضل أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر .
لكني أتكلم عن المشروعات العلمية التي توفر الوقت على الباحث وقد طلب أستاذي الدكتور /إسماعيل عشب .يوما ذلك وأكد عليه في القسم .
وليت الموضوع يتحول إلى ساحة لطرح الموضوعات الكبرى التي يمكن أن تتبناها الأقسام العلمية .
 

أحمد محمد صابر

:: متابع ::
إنضم
27 يناير 2010
المشاركات
20
التخصص
الفقه
المدينة
..........
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

جزاك الله خيرا يا دكتور محمد . كلامك هذا دليل على أن هناك يف إصلاح جامعتنا طالما أن هناك أساتذة مثلك .
أسأل الله للباحثين جميعا التوفيق والسداد . وأشدد على أهمية العمل الجماعي فثمرته وفيرة وخيره كثير
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

فبدلا من استكتاب الأساتذة يتم توزيع خطة بحثها المعجمية على الباحثين وتوزيع خطة عمل موحدة يتابعها الأساتذة ، وربما لم تكن لتأخذ هذا الوقت كله لو تم ذلك بالتنسيق بين عدد من الجامعات ، وهناك أفكار كبيرة ضخمة أخرى يمكن أن تقوم على هذا الفكر الجماعي ؛

ما أجمل هذا !
لكن الداء العضل في عدم وجود أفكار كبرى لدى الأقسام العلمية يكلف بها الباحثين بدلا من البحث فيما لا يفيد بعد العناء أو حتى خطة فكر يسير عليه الباحث حتى لا تتكرر مرات تقديم الخطة دون جدوى أو لائحة محددة تبين شروط ما يقبل ويرفض من الخطط .

الموضوع يستحق النقاش..​
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

بارك الله في الدكتور الفاضل محمد جمعة على طرح هذا الموضوع .
هذا الموضوع ذو شجون واختيار الموضوعات والسير في البحث مشوار طويل يحتاج إلى ناصح يوضح الطريق لإخوانه فيه واختيار الموضوع جزء من هذا الطريق وأرى أن الخلل فيه يعود إلى ثلاث جهات :
الجهة الأولى : أساتذة القسم .
الجهة الثانية : الدراسات العليا في الكلية .
الجهة الثالثة : الطالب .

فأما الجهة الأولى :
وهم الأساتذة فهم يحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية تجاه اختيار الطالب للموضوع ؛ لأن الطالب محتاج إليهم ويجهل كثيراً من أبواب التخصص وطرق البحث ومناهجه ، وبضاعته العلمية في التخصص مزجاة ، وهو في تلك المرحلة كالغريق يستنجد بمن ينقذه ، والنظام المتبع أن كل طالب يدرس في الدراسات العليا يربط بمرشد علمي من القسم يقوم على توجيهه وإرشاده إلى الموضوعات المناسبة ويدعمه ويسانده في المجلس لكن المشكلة تكمن فيما يلي :
1 - أن يكون الأستاذ ضعيفاً علمياً وهذا النوع من الأساتذة كثير ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، ولا يمكن لمن لا يكون متمكنا من الفن أن يستخرج ويستنبط ما يمكن أن يكون مفيدا للطالب وما يصلح أن يقدمه كموضوع لرسالته بل إنه في بحوث الترقية الخاصة به عالة على غيره أو يبحث في موضوعات تقليدية أو يشارك غيره في بحث ابتكره شريكه وتصدق به عليه .
بل إن بعض الطلاب يقدم موضوعاً جيداً يستحق البحث في رسالة علمية لكن لضعف مرشده علمياً أو ضعف بعض الأساتذة في القسم الذين لا يدركون قيمة الموضوع او لا يتصورنه بشكل صحيح لكونه في تخصص دقيق مثلا يرد الموضوع ويكون الطالب هو الضحية .
2 - أن يكون الأستاذ منشغلاً ببحوث الترقية أو أعمال إدارية أو غير ذلك فهو غير متفرغ للطالب ، ولا يعطي الطالب وقتاً ليستشيره ويستفيد منه وهذا يشكل شريحة كبيرة من الأساتذة .
3 - أن يكون في تركيبته النفسية عدم الرغبة في النفع مع قدرته العلمية على ذلك إما بخلاً أو حسداً أو كبراً وهذا قليل لكنه موجود وللأسف .

وأما الجهة الثانية :
وهي الدراسات العليا في الكلية فالمفترض أن تكون هناك لجنة استشارية مرتبطة بوكالة الكلية للدراسات العليا مهمتها إرشاد طلبة الدراسات العليا لأمور كثيرة نظامية وعلمية تخدمهم في مشوارهم الأكاديمي وتكون عندها قواعد بيانات للجامعات وتقوم بعملية المسح لما سجل من موضوعات وجمع الموضوعات التي أوصى بها الباحثون في خاتمة رسائلهم العلمية وعرضها على الطلبة .

وأما الجهة الثالثة :
فهي الطالب نفسه وهو المسؤول أولا وآخراً عن هذه القضية وهو المنتفع والمتضرر فهو أولى الجهات الثلاث أن يحرص على تحقيق مصلحته فالمطلوب منه ما يلي :
1 - كثرة القراءة والاطلاع في مجال تخصصه حتى يكوِّن قاعدة علمية متينة تنفعه في اختيار الموضوع وفي البحث عموماً .
2 - سؤال المتخصصين واستشارتاتهم والتواضع لهم سواء كانوا في القسم المرتبط به او في جامعة اخرى أو في بلد آخر ، ولا ينتظر أن ياتي احد فيخدمه أو يبذل له من دون بذل جهده في الطلب والسؤال والاستشارة .
3 - متابعة الرسائل العلمية في مجال تخصصه والنظر في التوصيات المدرجة في خاتمتها .
4 - النظر في قواعد البيانات في الجامعات في مجال تخصصه .
5 - النظر في المجلات والدوريات التي تعنى بمجال تخصصه .
6 - الاستفادة من زملائه في مجال تخصصه فقد يكون عند أحدهم ما يفيده وما يخفى عليه .
7 - الاستفادة من المواقع الإلكترونية في المواقع الخاصة بمجال تخصصه .
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

الدكتور الفاضل / أبو حازم الكاتب
جزاكم الله الخير كله على إثراء الموضوع ، ولكن ألست معي في أن من أهم ما ينبغي أن تشغل به لجان الدراسات العليا سواء في الجامعة أو الكلية هو وضع إطار محدد لما يقبل ويرفض من الموضوعات بحيث لا يترك مجالا للأهواء ؛ إذ كيف يقدم الباحث خطة لم يتم تناولها من قبل في مجال التخصص فيقال له : هذا الموضوع لا يستحق الباحث أو بعبارة أكثر شهرة عدم جدوى البحث في الموضوع .
وأنا معك في أن المسئولية الكبرى تقع على الباحث لكن ماذا يجدي جهده مع تعنت بعض أعضاء القسم مالم تكن ثمة آليات وشروط محددة تقل من التحكم الشخصي .
ثم لماذا لا يكون من جملة شروط الترقية :
تقديم عدد معين من الأفكار تخدم التخصص وتفيد في مجاله وتحتاج إلي بحث موسع .
أو فكرة كبيرة يقدمها ويشرف عليها حتى الانتهاء منها أحد أعضاء القسم تكون جميعها بمثابة أبحاث ترقية لهذا العضو، ومن ثم سيبذل كل جهده ويتفرغ لطلابه ، ولا شك أن هذا أفيد للقسم والتخصص من أبحاث هزيلة سعيا وراء الترقية - وهذا الأمر يقوم على فكرة النجاح الجماعي -
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

بارك الله فيكم يا دكتور محمد
بالنسبة لموضوع المشروعات أعتقد ان الجامعات في السعودية الآن تمنع هذا النوع من الرسائل .

الدكتور الفاضل / أبو حازم الكاتب
جزاكم الله الخير كله على إثراء الموضوع ، ولكن ألست معي في أن من أهم ما ينبغي أن تشغل به لجان الدراسات العليا سواء في الجامعة أو الكلية هو وضع إطار محدد لما يقبل ويرفض من الموضوعات بحيث لا يترك مجالا للأهواء ؛ إذ كيف يقدم الباحث خطة لم يتم تناولها من قبل في مجال التخصص فيقال له : هذا الموضوع لا يستحق الباحث أو بعبارة أكثر شهرة عدم جدوى البحث في الموضوع .
هذا الكلام صحيح وجيد وكثير من الأقسام العلمية تسعى لفعل ذلك لكن هذا نظري فالواقع العملي ان قوة ونفوذ بعض الأساتذة لها تاثير في قبول ورفض الموضوعات المشكلة تكمن في تحقيق المناط في الآلية التي توضع لقبول الموضوع ورفضه لأن تحقيق المناط يحتاج إلى مواصفات من أهمها :
1 - أن يكون الأساتذة على مستوى علمي رفيع بحيث يمكنهم تطبيق الآلية بشكل صحيح فالحكم على الشيء فرع عن تصوره .
2 - أن يكون قبول ورفض الموضوعات موضوعيا خالياً من العواطف والمسائل الشخصية .
3 - مستوى الطالب العلمي وقدرته على الكتابة في ذلك الموضوع بعينه .
4 - حرص الأساتذة على دراسة الموضوعات المقدمة للقسم دراسة متأنية ورؤية الموضوع من جميع الجوانب لا الحكم الارتجالي حال عرض الموضوع والخضوع لقوة التأثير الخطابي من البعض ممن يؤيد او يرفض الموضوع .
5 - محاولة تغيير بعض الأفكار السائدة عند البعض من النظر للكم لا الكيف او من رفض التجديد أو رفض كل ما هو غريب بالنسبة له لا سيما إذا كان البعض بعيد عهد عن القراءة فلا يعلم اصلا ما جد من مؤلفات وكتابات وما هو موجود في الساحة العلمية .

ثم لماذا لا يكون من جملة شروط الترقية تقديم عدد معين من الأفكار تخدم التخصص وتفيد في مجاله وتحتاج إلي بحث موسع .
أو فكرة كبيرة يقدمها ويشرف عليها حتى الانتهاء منها أحد أعضاء القسم تكون جميعها بمثابة أبحاث ترقية لهذا العضو، ومن ثم سيبذل كل جهده ويتفرغ لطلابه ، ولا شك أن هذا أفيد للقسم والتخصص من أبحاث هزيلة سعيا وراء الترقية - وهذا الأمر يقوم على فكرة النجاح الجماعي -

هذا المقترح جيد
ما أعلمه عن الجامعات الغربية أن الموضوع لا يختاره الطالب وإنما يكون من قبل المشرف أو القسم ولذلك نجد المدة الزمنية للحصول على الماجستير والدكتوراه عندهم قصيرة بينما ذلك غير وارد عندنا بل غير مرغوب فيه حتى تبقى إجراءات قبول الموضوع واعتمداه تستغرق سنة وإجراءات تحديد موعد المناقشة تستغرق سنة أو أكثر .
 
إنضم
10 نوفمبر 2010
المشاركات
20
الكنية
أبو داود
التخصص
أصول الفقه
المدينة
كيفان
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

بارك الله فيكم

فلقد انتفعت بكلماتكم العظيمة

وأسأل الله أن يوفقنا لكل خير

وأن يرزق الطلاب مواضيع تفيدهم وتفيد الأمة

فما أحوجنا إلى العلم النافع والعمل الصالح !!!!
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

بارك الله فيكم يا دكتور محمد
بالنسبة لموضوع المشروعات أعتقد ان الجامعات في السعودية الآن تمنع هذا النوع من الرسائل .
وهنا مكمن الخطر لماذا تمنع أصلا هذا النوع إذا كانت تمنح درجات علمية أكبر بمجرد كتابة أبحاث صغيرة يمكن أن تشارك في بعض مكونات هذه الموسوعات أو المشروعات الضخمة


هذا المقترح جيد
ما أعلمه عن الجامعات الغربية أن الموضوع لا يختاره الطالب وإنما يكون من قبل المشرف أو القسم ولذلك نجد المدة الزمنية للحصول على الماجستير والدكتوراه عندهم قصيرة بينما ذلك غير وارد عندنا بل غير مرغوب فيه حتى تبقى إجراءات قبول الموضوع واعتمداه تستغرق سنة وإجراءات تحديد موعد المناقشة تستغرق سنة أو أكثر .
آه من كل قلبي ألما وخوفا على مستقبلنا ومستقبل بلادنا ورسالتنا..
لي زملاء يدرسون في الخارج وقد حصلوا على الماجستير والدكتوراه في مدة ثلاث سنوات ونصف فقط .
ورأيت أستاذا عمره أقل من 30 عاما في إحدى جامعات بريطانيا .
أما نحن فالمدد البينية واللوائح تقول دورة مارس مناقشة يتقدم في دورة اكتوبر للحصول على الدرجة الثانية وأكتوبر في مارس وهكذا في جميع الترقيات تاريخ الحصول وتاريخ النشر وتاريخ.. وتاريخ...
أمة التاريخ لا تعرف كثيرا عن جغرفيا الواقع المرير .
 
إنضم
3 سبتمبر 2008
المشاركات
43
التخصص
أداب
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
المالكي
رد: الرسائل الأكاديمية وأزمة المشروعات العلمية

بسم الله الرحمان الرحيم
أعان الله الجميع على تخطي الصعاب.بالعزيمة والصبر يصل الكل الى مبتغاه.ولشخد الهمم اليكم هده الأبيات للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
 
أعلى